٢ وفي الفرق بين "فاعل" و"تفاعل" قال الرضي: "والأولى ما قال المالكي، وهو: أن "فَاعَلَ" لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظاً والاشتراك فيهما معنى، و"تفاعل" للاشتراك في الفاعلية لفظاً، وفيها وفي المفعولية معنى" "شرح الشافية: ١/ ١٠٠, ١٠١". ثم استطرد الرضي قائلا: "ثم اعلم أنه لا فرق من حيثُ المعنى بين "فاعل" و"تفاعل" في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يتوهم من أن المرفوع في باب "فاعل" هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب، بخلاف باب "تفاعل"، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- لبعض من خاصمه: "سفيه لم يجد مسافها"؛ فإنه رضي الله عنه سمى المقابل له في السفاهة مسافها, وإن كانت سفاهته -لو وجدت- بعد سفاهة الأول. وتقول: "إن شتمتني أشاتمك" ونحو ذلك، فلا فرق من حيث المغزى والمقصد الحقيقي بين البابين؛ بل الفرق بينهما من حيث التغيير عن ذلك المقصود، وذلك إنه قد يعبر عن معنى واحد بعبارتين تخالف مفردات أحدهما مفردات الأخرى معنى من حيث الوضع، وكذا إعراباتها ... ", وهذا ما قاله أبو حيان، حيث قال في ص٨٤/ جـ١ من ارتشاف الضرب: "فاعل: لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظا والاشتراك فيهما معنى نحو: ضارب زيدا عمرا" وقال في ص٨٣ منه: "وتفاعل، فيكون للاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي المفعولية معنى: "نحو": تضارب زيد وعمرو".