للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "وفَعُلَ نحو "كَرُمَ" على كَرامَة غالباً، وعِظَمَ وكَرَمَ كثيرا"١

اعلم أن "فَعُل" بضم العين "٢٥" يأتي مصدره على "فَعالَة" "غالبا"٢، نحو: كَرُمَ كَرَامة، وسَفُِهَ سَفاهة، ويأتي كثيرا على "فِعَل" -بكسر الفاء وفتح العين- وعلى "فَعَل"- بفتح الفاء والعين -نحو: عظُم عِظَما، وكَرُم كَرَما، وشَرُف شَرَفا.

قوله: "وَالْمَزِيدُ فِيه والرُّبَاعِيُّ قِيَاسٌ؛ فَنَحْو: أَكْرَم عَلَى إِكْرَامٍ وَنَحْوُ كَرَّمَ عَلَى تَكْرِيمٍ وتَكْرِمَة، وَجَاءَ كِذاب وكِذَّاب"٣.

اعلم أن٤ مصدر الفعل الثلاثي المزيد فيه والرباعي يأتي على قياس مطرد؛ فيأتي مصدر "أَفْعَلَ" على إفعال، نحو: أخرجَ إخراجا ومصدر "فَعَّل" على "تفعيل" و"تَفْعِلَة" نحو: كرِّم تكريما وتكرمة وجاء على "فِعَال" و"فِعَّال" نحو: كذَّب تكذيبا وكِذّابا وكِذّابا.

ويجيء على "فَعَال"، وهو اسم ينوب مناب المصدر، نحو: سلَّم٥ سلاما وكلَّم كلاما٦. وأكثر ما يجيء المصدر على "تَفْعِلَة"


١ في الأصل عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وفعل نحو كرم ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وفعل ... ".
٢ لفظة "غالبا" إضافة من "ق".
٣ عبارة ابن الحاجب جاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ"، إذ جاءت في الأصل: "والمزيد فيه ... ".
٤ لفظة "أن" ساقطة من "ق".
٥ في "ق": سلمت.
٦ يفرق النحويون بين المصدر واسم المصدر، فيعرفون المصدر بأنه اسم الحدث الجاري على الفعل، ويحترزون بقولهم "الجاري على الفعل" من اسم المصدر، فإنه وإن كان اسما دالا على الحدث، لكنه لا يجري على الفعل؛ كأعطيت إعطاء. فإنما الذي يجري على "أعطيت" هو إعطاء؛ لأنه مستوف لحروفه، بل وزاد عليها. وليس "عطاء" لأنه ليس مستوفيا لحروف الفعل. ومثله: سلَّمت تسليما. وأما سلاما وعطاء وكلاما فهي أسماء مصادر لا مصادر. ولكننا نجد ركن الدين يعد سلاما وكلاما ضمن المصادر، ويذكر أنهما اسمان نابا مناب المصرد فعوملا معاملته. وإذا قيل: لعله يريد بقوله: "اسم ينوب مناب المصدر" اسم المصدر. نقول: ولو أراد ذلك أيضا؛ فإنه قد أدخله في المصادر ولم يخرجه؛ لنقصان حروفه عن حروف فعله، كما فعل النحويون "المحقق".

<<  <  ج: ص:  >  >>