للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"١٢"

وَمَا أَدْرِي إذَا يَمَّمْت وَجْهاً ... أُريد الخَيْر أَيُّهما يَلِيني

أَأَلْخير الَّذِي أنَا أبْتَغِيهِ ... أمِ الشَّرُّ الَّذِي هو يبتغيني١

فلو لم تجعل الهمزة في هذا البيت بين بين لم يتزن البيت.

قوله: "وحَلََقتا البِطان شاذ".

أي: التقاء الساكنين في قولهم: "التقت حَلَقَتا البِطان"٢ شاذ؛ لأن الساكن الأول وإن كان مدة لكن لم يكن الثاني حرفا مدغما، على أن الساكنين ليسا من كلمة بل من كلمتين.

والبطان، للقتب: الحزام الذي يُجعل تحت بطن البعير، فيه حلقتان متى التقيا فقد بلغ الشد غايته٣. ويضرب مثلا في الحادثة إذا بلغت النهاية، فيقال للحادثة إذا اشتدت: "التقت حَلَقَتا البِطان"٤.


١ هذان بيتان من الوافر، قالهما المثقِّب العبدي، واسمه عائذ بن محصن بن وائلة بن عَدِي، وهو شاعر جاهلي أقدم من النابغة الذبياني. وهما آخر بيتين في قصيدة له بعنوان مفاجأة وعتاب، وقال في بدايتها:
أفاطِم قبل بَيْنك متِّعيني ... ومنعك ما سألت كأن تَبِيني
ينظر في البيتين: المغني: ٦٩، وابن يعيش: ٩/ ١٣٨ والمفضليات: ٢٩٢. وقد أنشد الرضي البيت الثاني في شرحه على الشافية: ٢/ ٢٦٨ رقم ٢٨٢، وينظر كذلك: شرح شواهد شروح الشافية، للبغدادي ١٨٨ "رقم ٩٦".
٢ الصحاح: "بطن": ٥/ ٢٠٧٩.
٣ الصحاح: "بطن": ٥/ ٢٠٧٩.
٤ ينظر مجمع الأمثال: ٢/ ١٨٦، والصحاح: "بطن": ٥/ ٢٠٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>