للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما قلنا: لغير الإلحاق وغير١ التضعيف؛ لأنه يزاد من٢ غير هذه الحروف للإلحاق، نحو: جَلْبَب وقَرْدَد, وللتضعيف نحو: كَرَّم.

والغرض من الإلحاق أن يجعل مِثَالٍ عَلَى [مِثَالٍ] ٣ أزْيَدَ مِنْهُ لِيُعَامَلَ مُعَامَلَتَهُ؛ فيجعل ذلك الحرف الزائد للإلحاق في المزيد فيه مقابلا للحرف الأصلي في الملحق به؛ فنحو٤ قردد٥ ملحق بجعفر لأنهم يعاملونه معاملته، فيقولون في جمعه: قَرَادِد، كما يقولون: جَعَافِر.

ونحو "مقتل" غير ملحق مع أنه يقال في جمعه: مقاتل؛ لما ثبت من أن زيادة الميم ههنا للإلحاق, وهو الدلالة على المصدر والزمان والمكان "٩١" في المفعل.

وإذا كانت زيادة الميم لمعنى امتنع أن تكون مزيدة للإلحاق؛ لأن الزائد للإلحاق لا يفيد أكثر من جعل مثال على وزن مثال آخر, ومساويا له في الحكم، ولأنه لو كان المفعل ملحقا بجعفر لما أدغم في نحو "مَرَدّ" كما لم يدغم في نحو "قردد" ولما أعل ما عينه واو في نحو "مقام" كما لم يعل في نحو "عِثْوَلّ" لرجل عيي مسترخ ثقيل٦، لكنه أدغم نحو "مرد" وأعل نحو "مقام". ولأنه حرف الإلحاق


١ وغير ساقطة من "ق"، "هـ".
٢ لفظة "من" ساقطة من "هـ".
٣ لفظة "مثال" إضافة من "ق"، "هـ".
٤ في "هـ": نحو.
٥ القردد: المكان الغليظ المرتفع. "ينظر الصحاح: قرد: ٢/ ٥٢٤".
٦ الصحاح "عثل": ٥/ ١٧٥٨. وينظر اللسان "عثل: ٤/ ٢٨٠٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>