للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء "معائش" بقلب الياء همزة١، وهو ضعيف؛ لأنه لم يثبت في شيء من القراءات السبع٢.

وقد أورد٣ عليه أنه إن أراد٤ بالفرق دفع٥ اللبس بين الياءين، فليس بشيء؛ لأنه لا التباس بينهما على تقدير قلب الواو والياء فيهما همزة، لجواز أن يفرق بينهما بالأصل. وإن أراد به وجود علة تفصل٦ بين الياءين في الحكم فهو٧ صحيح؛ لأنهم همزوا باب "رسائل" جمع رسالة مما قبل آخر واحده ألف مزيدة؛ لأن هذه الألف وقعت بعد ألف الجمع، وامتنع تحريكها لامتناع تحريك الألف، وامتنع إبقاؤها٨ ساكنة لسكون الألف قبلها، وامتنع أيضا حذفها؛ لإخلاله


١ وذلك تشبيهًا لمعيشة بفعيلة. وقال الجوهري: "والمعيشة جمعها: معايش بلا همز، إذا جمعتها على الأصل. وأصلها: مَعْيِشَة، وتقديرها: مَفْعِلَة، والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة, وكذلك مكايد ومبايع ونحوهما. وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مَفْعِلَة بفعلِية، كما همزت في المصائب لأن الياء ساكنة. وفي النحويين من يرى الهمز لحنا". "الصحاح "عيش": ٣/ ١٠١٣".
٢ اتفق القراء على قراءة معايش بالياء، بلا همز؛ لأن ياءها أصلية، جمع معيشة من العيش. ولكن روى خارجة عن نافع أنه همزها ورُدّ بأن خارجة غلط فيه، حيث لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن. "ينظر الإتحاف: ٢٢٢".
٣ في "ق": أوارد. تحريف.
٤ في "ق": إن هو إرادة.
٥ في "هـ": رفع.
٦ في "ق": يفصل.
٧ في الأصل, "ق": وهو, وما أثبتناه من "هـ".
٨ في الأصل, "هـ": إبقاؤه, وما أثبتناه من "ق".

<<  <  ج: ص:  >  >>