للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كالساعل، فهي حرف مهتوت، أي: معصور، والهَتّ شبه العصر للصوت.

وقال أبو بكر بن القوطية١: "هَتّ الإنسان: تكلم بالهمزة؛ لأنها مهتوتة في أقصى الحلق"٢.

اعلم أن الفائدة في معرفة هذه الصفات كبيرة، إلا أن الفائدة في باب الإدغام العلم بما يجوز٣ أن يدغم وبما لا يجوز أن يدغم. فإذا عرف ما له فضيلة وقوة ومزية على غيره لم يجز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئلا تذهب تلك المزية؛ كالميم التي لها غُنَّة لا تدغم في الباء التي ليس لها غنة؛ لأنه لو أدغمت في الباء لذهبت فضيلة الغنة٤.


ونجد أيضا محقق كتاب الإيضاح لابن الحاجب يثبت "الياء" بدل "التاء" في المهتوت, ولعله سهو منه أو خطأ في الطباعة.
١ هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم النحوي, مولى عمر بن عبد العزيز. طال عمره حتى سمع منه طبقة بعد طبقة, وصنف كتبا عظيمة, من أهمها: الأفعال، والمقصود والممدود، وتاريخ الأندلس، وشرح رسالة أدب الكاتب. توفي بقرطبة سنة ٣٦٧هـ. ينظر ترجمته في: البغية: ١/ ١٩٨، والشذرات: ٣/ ٦٢، والأعلام: ٧/ ٢٠١.
٢ كتاب "الأفعال": ١٨٩.
٣ لفظة "يجوز" مطموسة في "هـ".
٤ فالميم لا تدغم في الباء, ولكن تدغم الباء فيها؛ إذ هي لا تدغم في مثل قولنا: أَكْرِمْ بِهِ؛ لأنهم يقلبون النون ميما في قولهم: العنبر، ومن بدا لك، فلما وقع مع الباء الحرف =

<<  <  ج: ص:  >  >>