للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن كلام سيبويه يدل على ما ذكره صاحب المفصل؛ لأن سيبويه بعدما ذكر إدغام لام التعريف في الحروف الثلاثة عشر قال: "فإذا كانت غير لام "هل" و"بل" كان الإدغام في بعضها أحسن...."١ إلى آخر ما ذكره٢, ولم يذكر أن إدغامها في شيء منها لازم.

ولا يدغم في اللام غير المعرفة إلا مثلها والنون، نحو: من لك.

ولا تدغم الراء في اللام، في الأفصح؛ لما فيها من التكرير.

والمجوز اغتفر ذهاب التكرير لشدة٣ التقارب.

وقال صاحب المفصل: وإدغام الراء في اللام حسن٤.


١ قال سيبويه: "فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك قولك: هل رأيت؛ لأنها أقرب الحروف إلى اللام وأشبهها بها منها ولا أقرب، كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال. وإن لم تدغم فقلت: هل رأيت، فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". "الكتاب: ٤/ ٤٥٧".
٢ في "هـ" أضيفت عبارة "صاحب المفصل" بعد قوله "ما ذكره". والصواب حذفها؛ إذ إن الضمير في "ذكره" راجع إلى سيبويه، لا إلى صاحب المفصل.
٣ لشدة: ساقطة من "هـ".
٤ المفصل: ٤٠٠.
وقال ابن يعيش: اختلف النحويون في إدغام الراء في اللام، فقال سيبويه وأصحابه: لا تدغم الراء في اللام ولا في النون, وإن كن متقاربات لما في الراء من التكرير، ولتكريرها تشبه بحرفين ولم يخالف سيبويه أحد من البصريين إلا ما روي عن يعقوب الحضرمي أنه كان يدغم الراء في اللام في قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ} وحكى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، ساكنة كانت اللام أو متحركة، وأجاز الكسائي والفراء إدغام الراء في اللام، والظاهر أن هذا الرأي موافق لرأي ابن الحاجب ومخالف للزمخشري. "شرح المفصل: ١٠/ ١٤٣".
ويعلق ابن الحاجب على عبارة الزمخشري المذكورة بقوله: "على أن نقل إدغام الراء في اللام أوضح وأشهر، ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى صارا كالمثلين، بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة, ولولا شدة التقارب لم يكن ذلك، وكان ذلك يقتضي أن تدغم في اللام لزومًا إلا أنه عارضه ما في الراء من التكرار, فلمح تارة فأظهر واغتفر تارة لشدة التقارب, وذلك واضح". "الإيضاح: ٢/ ٥٠٥, ٥٠٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>