للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبيد الله بن الحسن العنبري١: كل مجتهد مصيب في الأصول والفروع جميعًا.

وهذه كلها أقاويل باطلة.

أما الذي ذهب إليه الجاحظ:

فباطل يقينًا، وكفر بالله- تعالى- وردٌّ عليه وعلى رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فإنا نعلم – قطعًا – أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتِّباعه، وذمهم على إصرارهم.

ونقاتل جميعهم، ونقتل البالغ منهم.

ونعلم: أن المعاند العارف مما يقل، وإنما الأكثر مقلدة، اعتقدوا دين آبائهم تقليدًا، ولم يعرفوا معجزة الرسول وصدقه.

والآيات الدالّة في القرآن على هذا كثيرة:

كقوله تعالى: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ٢، {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ٣، {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} ٤، {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} ٥، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ


= المشهور، صاحب التصانيف في كل فنٍّ، وإليه تنسب فرقة الجاحظية من المعتزلة، من مؤلفاته: "البيان والتبيين" و"الحيوان". توفي بالبصرة سنة ٢٥٥هـ انظر: وفيات الأعيان "٣/ ١٤٠" بغية الوعاة "٢/ ٢٢٨".
١ هو: عبيد الله بن الحسن بن الحسين العنبري بن تميم، فقيه محدث، ولي القضاء بالبصرة، ولد سنة ١٠٥هـ وتوفي سنة ١٦٨هـ انظر: تاريخ بغداد "١٠/ ٣٠٦"، الأعلام "٤/ ٣٤٦".
٢ سورة ص، من الآية: "٢٧".
٣ سورة فصلت، الآية: "٢٣".
٤ سورة البقرة، من الآية: "٧٨".
٥ سورة المجادلة، من الآية: "١٨" وتمامها: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>