وبعد أن أورد الآيات الصريحة في أن القرآن كله عربي، ختم كلامه بقوله: "فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح" الرسالة ص٤٠-٤٤ تحقيق الشيخ شاكر. وقال أبو عبيد: القاسم بن سلام: "والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعًا، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب، فعرِّبت بألسنتها، وحوّلتها عن ألفاظ العجم، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق" شرح الكوكب المنير "١/ ١٩٤-١٩٥". ١ هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- حبر الأمة، وترجمان القرآن، دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". توفي بالطائف سنة ٦٨هـ. "الإصابة ٢/ ٣٣٠ والاستيعاب "٢/ ٣٥٠". ٢ هو: عكرمة بن عبد الله، مولى ابن عباس، أحد فقهاء مكة من التابعين، أصله بربري من أهل المغرب. توفي سنة ١٠٤هـ على أرجح الروايات. "وفيات الأعيان ٢/ ٤٢٧، معجم الأدباء ١٢/ ١٨١". ٣ وهو منقول -أيضًا- عن كثير من العلماء، منهم: مجاهد، وابن جبير، وعطاء وغيرهم. انظر: "الإحكام للآمدي "١/ ٥٠ وما بعدها، فواتح الرحموت ١/ ٢١٢، المزهر ١/ ٢٦٦ وما بعدها، شرح الكوكب المنير ١/ ١٩٤".