للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما سمع عثمان بن مظعون١ قول لبيد٢:

.................... ... وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحالَةَ زَائلُ

قال له: كذبت، إن نعيم الجنة لا يزول٣.

وهذا وأمثاله مما لا ينحصر كثرة، يدل على اتفاقهم على فهم العموم من صيغته، والإجماع حجة.

ولو لم يكن إجماعهم حجة، لكان حجة من حيث إنهم أهل اللغة، وأعرف بصيغتها وموضوعاتها.


١ هو: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب، القرشي الجمحي، أبو السائب، صحابي جليل، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، توفي سنة "٢هـ" ودفن بالبقيع. انظر: الإصابة "٢/ ٤٦٤" والاستيعاب "٣/ ٥٨".
٢ هو: لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة، أبو عقيل الشاعر المعروف، صاحب المعلقة. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها شاعر: كلمة لبيد:
أَلا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باَطِلُ".
مات بالكوفة سنة "٤١هـ" انظر الإصابة "٥/ ٦٧٥" والاستيعاب "٣/ ١٢٣٥". وقول لبيد هذا: عجز بيت صدره:
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل ... ................................
انظر: ديوان لبيد ص٢٥٦، الشعر والشعراء لابن قتيبة "١/ ٢٩٧".
٣ انظر: الموشح للمرزباني ص١٠٠، وقد نسب هذا التكذيب إلى أبي بكر، رضي الله عنه.
والأدلة على أن نعيم الجنة دائم لا ينقطع كثيرة، منها قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: ١٠٨] وجاء في الصحيحين "يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت". انظر: تفسير ابن كثير "٢/ ٤٤٢" طبعة دار زمزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>