للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رحل ابن المنذر إلى مصر طلبا للحديث والفقه، والتقى بالربيع بن سليمان "المتوفى (٢٧٠) هـ"، صاحب الشافعي وتلميذه، فوقف على كتب الشافعي التي صنفها في مصر (١).

وتيسرت لابن المنذر التلمذة على يد أعلم فقهاء عصره بأقوال الصحابة والتابعين: الإمام محمد بن عبد الله بن الحكم، الذي وصل إلى منصب مفتي الديار المصرية، ومات في سنة (٢٦٨) هـ (٢).

وسمع ابن المنذر الحديث من قاضي مصر ومحدثها: بكار بن قتيبة المتوفى سنة (٢٧٠) هـ (٣)، كما سمع الحديث في نيسابور من إمامها ومفتيها: الحافظ محمد بن يحيى الذهلي؛ الذي مات شهيدا في شوال سنة سبع وستين ومائتين هجرية (٤).

وقد رحل ابن المنذر إلى مكة، وسمع محدثها محمد بن إسماعيل الصائغ المتوفى سنة (٢٧٦) هـ (٥)، وطاب له المقام في مكة، فصنف، ودرس وأفتى، وعلا أمره، وارتفع مقامه حتى صار شيخ الحرم المكي؛ لأنه كان المفسر المدقق، والمحدث الثقة، والراوي لآثار الصحابة رضوان الله عليهم في الفقه، وآراء التابعين، والأئمة المجتهدين مع عرض أدلتهم والموازنة بينها، فترجحت له بالتحقيق الآراء، فلا يلتزم التقيد في الاختيار بمذهب أحد بعينه، ولا يتعصب لأحد ولا على أحد، على عادة أهل


(١) الأوسط لابن المنذر "١: ٤".
(٢) تذكره الحفاظ "٢: ٥٤٧". وله كتاب أحكام القرآن، والرد على الشافعي، والرد على فقهاء العراق. "العبر: ٣٨٢".
(٣) الأوسط: "١: ٢٤ أ"، وانظر في ترجمة بكار بن قتيبة: تذكرة الحفاظ "٥٧٣"، والولاة والقضاة "٤٧٧ و ٥٠٥"، وابن خلكان "١: ٢٧٩ - ٢٨٣"، والأعلام "٢: ٣٤".
(٤) الأوسط "١: ٣٥ أ"، وتذكرة الحفاظ "٦١٦ - ٦١٨"، وتاريخ بغداد "٣: ٤١٥"، وطبقات الحنابلة "١: ٣٢٧"، وتهذيب التهذيب "٩: ٥١١".
(٥) طبقات الشافعية للسبكي "٣: ١٠٢"، وتذكرة الحفاظ "٧٢٨". وفي ترجمة محمد بن إسماعيل الصائغ انظر تذكرة الحفاظ "٦٣".

<<  <   >  >>