للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلاف، بل يدور مع ظهور الدليل، ودلالة السنة الصحيحة يقول بها مع من كانت (١).

مات بمكة المكرمة على تحقيق في سنة (٣١٨) هـ (٢).

آثاره العلمية:

خلف ابن المنذر المصنفات الآتية:

١ - تفسير القرآن الكريم:

يبدو لنا أن تفسير ابن المنذر من أجل التفسيرات؛ فقد قوّمه الداودي في طبقات المفسرين، وصرح بأنه لم يصنف مثله (٣).

وقد أشار ابن المنذر نفسه إلى تفسيره في كتابه الأوسط (٤)، في كتاب التيمم عند الاستدلال بقوله تعالى: {وَلا جُنُباً إِلَاّ عَابِرِي سَبِيلٍ} (٥)، ويبدو لنا أنه كان يفسر القران بما صح لديه من الحديث، وينقل لنا ما ثبت من أقوال الصحابة


(١) تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول "٢: ١٩٧"، وتذكرة الحفاظ "٧٨٢".
(٢) ذهب الشيرازي في طبقات الفقهاء ص "٨٩" إلى أن ابن المنذر توفي سنة ٣٠٩ أو ٣١٠ هـ، وتابعه ابن خلكان في وفيات الأعيان؛ "٤: ٢٠٧"، ومن المعاصرين عمر رضا كحاله في معجم المؤلفين "٨: ٢٢٠"، وقد وثق الإمام الذهبي قول ابن عمار في لقائه لابن المنذر، وسماعه منه في ٣١٦ هـ، وأيد رأي ابن القطان الفاسي في أن وفاة ابن المنذر كانت ٣١٨ هـ. تذكرة الحفاظ "٧٨٣"، وتابعه السبكي في طبقات الشافعية "٣: ١٠٣"، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان "٥: ٢٧"، والصدفي: الوافي بالوفيات "١: ٣٣٦"، وتاريخ الأدب العربي "٣: ٣٠٠"، ونضيف دليلاً جديداً يؤكد رأي الإمام الذهبي: فالثابت في مخطوطة الإقناع في الفقه للإمام ابن المنذر -نسخة جامعة القرويين بفاس- أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي قد سمع الكتاب من ابن المنذر بمكة المكرمة في المحرم سنة ٣١٥ هـ.
(٣) طبقات المفسرين "٢: ٥٠، ٥١"، وقد وصف السبكي تفسير ابن المنذر بأنه من التصانيف المفيدة السائرة، طبقات الشافعية "٣: ١٠٢"، وأشار إليه حاجي خليفة: كشف الظنون "١: ٤٤٠".
(٤) الأوسط "١: ٥٣ ب، ٥٤ أ".
(٥) النساء: الآية "٤٣"، ويقول ابن المنذر في تفسيرها: معناه لا تقرب الصلاة جنبا إلا أن يكون عابر سبيل مسافر لا يجد الماء فيتيمم ويصلي، وروينا معنى قول عن على، وابن عباس ومجاهد، وابن جبير والحكم والحسن بن مسلم وقتادة، وقد ذكرت أسانيدها في كتاب التفسير.

<<  <   >  >>