للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حين دعاه الرجل من النصارى للطعام في الكنيسة أبى أن يذهب، وقال لعلي امضِ بالناس فليتغدوا، فذهب علي بالناس، فدخل الكنسية وتغدوا هو والناس، وجعل ينظر إلى الصور، وقال: ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل» (١).

والذي يظهر أن الأولى للإنسان أن لا يدخلها لما فيها من الصور التي تمنع من دخول الملائكة، ولقول عمر : «لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم، فإن السخطة تنزل عليهم» (٢)، ولو قيل بالكراهة من غير حاجة فله وجه، والله أعلم.

* خلاصة الباب: تتبين بكلام الشيخ السعدي حيث قال: ما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول، فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم، وذلك أنَّه نوعان:

١ - مشروع. ٢ - ممنوع.

فالمشروع: ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي.

والممنوع نوعان:

أ- محرمٌ ووسيلة للشرك: كالتمسح بها والتوسل إلى الله بأهلها والصلاة عندها، وكإسراجها والبناء عليها والغلو فيها، وفى أهلها إذا لم يبلغ رتبة العبادة.

ب- شركٌ أكبر: كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم، وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم، وهو شرك أكبر وعين ما يفعله عباد الأصنام مع أصنامهم (٣).


(١) المغني (٧/ ٢٨٣).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٦٠٩)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢٦٢٨١).
(٣) القول السديد (ص: ٨٣).

<<  <   >  >>