للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا نفس مؤمنة» (١).

المسألة الرابعة: أن مما ذمَّ الله به أهلَ الكتاب إيمانهم بالجبتِ والطاغوتِ، كما في الآية التي ذكرها المصنف، وهي قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ [النساء، الآية (٥١)].

والجبت: فسّره عمرُ بأنَّه السحر، والسحرُ من الجبت بلا شك.

وأما الطاغوت: فقد نقل فيه تفسيران:

١. الشيطان، وهو تفسير عمر .

٢. الكهّان كان ينْزل عليهم الشيطان، في كل حيٍّ واحد، وهذا تفسير جابر، وهو تفسير بالمثال، ويأتي الكلام على الكهان.

وإذا تقرر أن مما ذُمَّ به الكفارُ إيمانهم بالسحر يتبين لك أن الإيمان به محرم، وأن تعاطيه والبحث عنه مذموم.

المسألة الخامسة: قد عدّ النبيّ السحرَ من الموبقات، في الدنيا والآخرة.

وذكر في الباب حديث أبي هريرة ، أن رسول الله قال: «اجْتَنِبُوا اَلسَّبْعَ اَلْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: اَلشِّرْكُ بِاَللَّهِ، وَالسِّحْرُ .. »، فعدّ السحر من الموبقات في الدنيا والآخرة.

فإن قيل: كيف عطف السحر على الشرك، وقد تقدم أن السحر داخل في الشرك؟

* فالجواب: أنَّ السحر لا يمكن الوصول إليه إلَّا بالشرك، والعطفُ في الحديث، إمّا أن يقال: لأن فيه شيئًا من المغايرة، ففي السحر لم يَقصِد الشركَ، بل


(١) معارج القبول، للشيخ حافظ الحكمي (١/ ٥١٧).

<<  <   >  >>