للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلبية العظيمة، وهي التوكل.

والتوكل هو: صدق اعتماد القلب على الله، بجلب النفع ودفع الضرّ مع فعل الأسباب (١)، فثمة أمران: فعلُ الأسباب، ثم التعلق بالله والاعتماد عليه.

والناس تجاه التوكل أصناف:

١ - قومٌ تعلقوا بالأسباب، ونسوا التوكل على الله ﷿.

٢ - قومٌ تعلقوا بالله، ولم يفعلوا الأسباب.

٣ - التوسط: بفعل الأسباب مع تعلق القلب بالله ﷿.

وصدق التوكل يكون: بأن يوقن العبد أن كل ما في الكون، فهو بتدبير الله، وحينها يفوض الأمر إليه وينزل به حاجته، ثم يفعل الأسباب التي جعلها الله أسبابا لهذا الأمر.

وفي هذا يقول ابن القيم مبينًا أن التوكل يكون مع فعل الأسباب: «منعُ الأسبابِ أن تكون أسبابًا قدحٌ في العقل والشرع، وإثباتُها والوقوفُ معها وقطعُ النظر عن سببها قدحٌ في التوحيد والتوكل والقيام به، وتنزيلها منازلها والنظر إلى مسببها وتعلق القيام به جمعٌ بين الأمر والتوحيد، وبين الشرع والقدر وهو الكمال» (٢).

* وعلى هذا: فلابد في التوكل من أمرين: تعلق القلب بالله، وفعل السبب، وإذا تخلف أحدهما لم يصح التوكل، فمن توكل على ربه ولم يبذر أرضه


(١) انظر: جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٩٧).
(٢) طريق الهجرتين (٤٦٦).

<<  <   >  >>