فَقَالَ: إِن أسلمتم فلكم مَا لنا وَعَلَيْكُم مَا علينا وَإِن أَنْتُم أَبَيْتُم فأدوا الْجِزْيَة وَأَنْتُم صاغرون فَإِن أَبَيْتُم فأنبذناكم على سَوَاء إِن الله لَا يحب الخائنين
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن الْمسيب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أحب لأهل الذِّمَّة أَن يتعبوا فِي أَدَاء الْجِزْيَة لقَوْل الله تَعَالَى {حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يدٍ وهم صاغرون}
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن مَسْرُوق رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معَاذًا إِلَى الْيمن أمره أَن يَأْخُذ من كل حالم دِينَارا أَو عدله معافر
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الزُّهْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجِزْيَة من مجوس أهل هجر وَمن يهود الْيمن ونصاراهم من كل حالم دِينَار
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن بجالة قَالَ: لم يَأْخُذ عمر رَضِي الله عَنهُ الْجِزْيَة من الْمَجُوس حَتَّى شهد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذهَا من مجوس هجر
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُم قَالَ كتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى مجوس هجر يعرض عَلَيْهِم الإِسلام فَمن أسلم قبل مِنْهُ وَمن أَبى ضربت عَلَيْهِم الْجِزْيَة حَتَّى أَن لَا تُؤْكَل لَهُم ذَبِيحَة وَلَا ينْكح مِنْهُم امْرَأَة
وَأخرج مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال وَابْن أبي شيبَة عَن جَعْفَر عَن أَبِيه
أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ اسْتَشَارَ النَّاس فِي الْمَجُوس فِي الْجِزْيَة فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول سنوا بهم سنة أهل الْكتاب
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْت أَصْحَابِي أخذُوا من الْمَجُوس مَا أخذت مِنْهُم وتلا {قَاتلُوا الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه} الْآيَة
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
أَنه سُئِلَ عَن أَخذ الْجِزْيَة من الْمَجُوس فَقَالَ: وَالله مَا على الأَرْض أحد أعلم بذلك مني إِن الْمَجُوس كَانُوا أهل كتاب يعرفونه وَعلم يدرسونه فَشرب أَمِيرهمْ الْخمر فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته فَرَآهُ نفر من الْمُسلمين فَلَمَّا أصبح قَالَت أُخْته: إِنَّك قد صنعت بِي كَذَا وَكَذَا وَقد رآك نفر لَا يسترون عَلَيْك
فَدَعَا أهل الطمع فَأَعْطَاهُمْ ثمَّ قَالَ لَهُم: قد