للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{يَعِدَكُم ربكُم وَعدا حسنا} إِلَى قَوْله: {مَا أخلفنا موعدك بملكنا} يَقُول: بطاقتنا {وَلَكنَّا حملنَا أوزاراً من زِينَة الْقَوْم} يَقُول: من حلي القبط: {فقذفناها فَكَذَلِك ألْقى السامري فَأخْرج لَهُم عجلاً جسداً لَهُ خوار} فعكفوا عَلَيْهِ يعبدونه وَكَانَ يخور وَيَمْشي

فَقَالَ لَهُم هرون: {يَا قوم إِنَّمَا فتنتم بِهِ} يَقُول ابتليتم بالعجل

قَالَ: {فَمَا خَطبك يَا سامري} مَا بالك

إِلَى قَوْله: {وَانْظُر إِلَى إلهك الَّذِي ظلت عَلَيْهِ عاكفاً لنحرقنه} قَالَ: فَأَخذه فذبحه ثمَّ خرقه بالمبرد

يَعْنِي سحكه ثمَّ ذراه فِي اليم

فَلم يبْق نهر يجْرِي يَوْمئِذٍ إِلَّا وَقع فِيهِ مِنْهُ شَيْء ثمَّ قَالَ لَهُم مُوسَى: اشربوا مِنْهُ فَشَرِبُوا

فَمن كَانَ يُحِبهُ خرج على شاربيه الذَّهَب فَذَلِك حِين يَقُول: {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل بكفرهم}

قَالَ: فَلَمَّا سقط فِي أَيدي بني إِسْرَائِيل حِين جَاءَ مُوسَى {وَرَأَوا أَنهم قد ضلوا قَالُوا لَئِن لم يَرْحَمنَا رَبنَا وَيغْفر لنا لنكونن من الخاسرين} فَأبى الله أَن يقبل تَوْبَة بني إِسْرَائِيل إِلَّا بِالْحَال الَّتِي كَرهُوا أَنهم كَرهُوا أَن يقاتلوهم حِين عبدُوا الْعجل {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قوم إِنَّكُم ظلمتم أَنفسكُم باتخاذكم الْعجل فتوبوا إِلَى بارئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم} فاجتلد الَّذين عبدوه وَالَّذين لم يعبدوا بِالسُّيُوفِ فَكَانَ من قتل من الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدا حَتَّى كثر الْقَتْل حَتَّى كَادُوا أَن يهْلكُوا حَتَّى قتل مِنْهُم سَبْعُونَ ألفا وَحَتَّى دَعَا مُوسَى وهرون: رَبنَا هَلَكت بَنو إِسْرَائِيل رَبنَا الْبَقِيَّة

الْبَقِيَّة

فَأَمرهمْ أَن يضعوا السِّلَاح وَتَابَ عَلَيْهِم فَكَانَ من قتل مِنْهُم كَانَ شَهِيدا وَمن بَقِي كَانَ مكفراً عَنهُ فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {فَتَابَ عَلَيْكُم إِنَّه هُوَ التواب الرَّحِيم}

ثمَّ إِن الله تَعَالَى أَمر مُوسَى أَن يَأْتِيهِ فِي نَاس من بني إِسْرَائِيل يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ من عبَادَة الْعجل فَوَعَدَهُمْ موعدا {وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا} ثمَّ ذهب ليعتذروا من عبَادَة الْعجل فَلَمَّا أَتَوا ذَلِك قَالُوا: {لن نؤمن لَك حَتَّى نرى الله جهرة} فَإنَّك قد كَلمته فأرناه {فَأَخَذتهم الصاعقة} فماتوا فَقَامَ مُوسَى يبكي وَيَدْعُو الله وَيَقُول: رب

مَاذَا أَقُول لنَبِيّ إِسْرَائِيل إِذا أتيتهم وَقد أهلكت خيارهم {رب لَو شِئْت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بِمَا فعل السُّفَهَاء منا} فَأوحى الله إِلَى مُوسَى أَن هَؤُلَاءِ السّبْعين مِمَّن اتَّخذُوا الْعجل

فَذَلِك حِين يَقُول مُوسَى: {إِن هِيَ إِلَّا فتنتك تضل بهَا من تشَاء} الْآيَة

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: {أفطال عَلَيْكُم الْعَهْد} يَقُول: الْوَعْد وَفِي قَوْله: {فأخلفتم موعدي}

<<  <  ج: ص:  >  >>