للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم فأعطاه يومئذ أشياء، فلما حضرت الصلاة قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال فدعا له النبي بسدر وماء فاغتسل، وأقيمت الصلاة ففرّج بين أبي بكر وعمر فقام بينهما، فلما قضى الصلاة قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال (١) فلم يسأله أحد عنهن ولم يخبرهن (٢).

حدثنا محمد بن عباد بن عباد المهلبي قال، حدثني أبي، عن محمد بن الزبير قال: قدم عمرو بن الأهتم (٣) والزّبرقان بن


=وكان قيس بن عاصم ممن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال في ذمها أبياتا كثيرة، ولما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال لهم: يا بني احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني، إذا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم؛ فيسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل، فإذا مت فلا تنوحوا عليّ فإن رسول الله لم ينح عليه. ولما مات رثاه عبدة بن الطبيب بقوله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم … ورحمته ما شاء أن يترحما
وما كان قيس هلكه هلك واحد … ولكنه بنيان قوم تهدما
(أسد الغابة ٢١٩:٤، الإصابة ٢٤٢:٣، السيرة الحلبية ٣٤٠:٢).
(١) في الأصل بعد هذا اللفظ «فدعا له النبي بسدر وماء فاغتسل وأقيمت الصلاة فلم «الخ» وهو تكرار نتيجة السهو.
(٢) أي الأشياء التي أعطاها له رسول الله .
(٣) هو عمرو بن سنان بن سمي بن سنان بن خالدب ن منقر بن عبيد بن مقاعص التميمي المنقري.
وكان عمرو ممن اتبع سجاح لما ادعت النبوة - ثم إنه أسلم وحسن إسلامه - وكان خطيبا أديبا يدعى المكحل لجماله - وكان شاعرا بليغا محسنا يقال إن شعره كان حللا منتشرة.
وسمي الأهتم لأن قيس بن عاصم ضربه بقوس فهتم فاه. انظر أسد الغابة ٨٧:٤.