للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل هو إيجاب القضاء حتى يدل الدليل على رفعه عن الناسي، فقد دل الدليل في حديث أبي هريرة على رفعه عن الناسي.

وقد ثبت بالنص المساواة بين الأكل والشرب والجماع في حكم الصوم فإذا ورد نص في أحدهما كان ورودًا في الآخر باعتبار هذه المقدمة (١).

وأما من أوجب القضاء والكفارة على المجامع ناسيا فضعيف، فإن تأثير النسيان في إسقاط العقوبات بيِّن في الشرع، والكفارة من أنواع العقوبات.

على أن تحقق النسيان في الجماع في نهار رمضان وإن كان ممكناً لكنه بعيد كونه يحصل بين طرفين، فإذا نسي أحدهما فقد يذكّره الآخر.

سادساً: مسألة: حكم الأكل والشرب متعمداً في نهار رمضان هل يوجب الكفارة؟

اختلف العلماء في وجوب الكفارة على من أفطر بالأكل والشرب متعمدًا على قولين:

القول الأول: تجب الكفارة، وهو قول أبي حنيفة أصحابه، ومالك والثوري وجماعة (٢).

القول الثاني: أن الكفارة إنما تلزم في الإفطار من الجماع فقط، وهو قول الشافعي وأحمد وأهل الظاهر (٣).


(١) المبسوط للسرخسي (٣/ ٦٦)، بداية المجتهد (٢/ ٦٥).
(٢) بدائع الصنائع (٢/ ٩٨)، بداية المجتهد (٢/ ٦٥)، القوانين الفقهية (ص ٨٣).
(٣) الحاوي (٣/ ٤٣٥)، شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٢/ ٥٨٧).

<<  <   >  >>