للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد هجا أبو العيناء أسد بن جوهر ونحا فيه هذا المعنى فقال

تعس الزمان لقد أتى بعجاب ... ومحا رسوم الظرف والآداب

وافى بكتاب لو انبسطت يدي ... فيهم رددتهم إلى الكتاب

جيل من الانعام إلا إنهم ... من بينها خلقوا بلا أذناب

لا يعرفون إذا الجريدة جردت ... ما بين عياب إلى عتاب

أو ما ترى أسد بن جوهر قد غدا ... متشبهاً لأجلة الكتاب

لكن يمزق ألف طومار إذا ... ما احتيج منه إلى جواب كتاب

فإذا أتاه سائل في حاجة ... رد الجواب له بغير جواب

وسمعت من غث الكلام ورثه ... وقبيحه باللحن والاعراب

ثكلتك أمّك هبك من بقر الفلا ... ما كنت تغلط مرة بصواب

ولآخر يهجو كاتب خراج

لو قيل كم خمس وخمس لارتأى ... يوماً وليلته يعدّ ويحسب

يرمي بمقلته السماء مفكراً ... ويظل يرسم في التراب ويكتب

ويقول معضلة عظيم أمرها ... ولئن فهمت فإنّ فهمي أعجب

حتى إذا خدرت أنامل كفه ... عدّا وكادت عينه تتصوب

أوفى على نشز وقال ألا اسمعوا ... قد كدت من طرب أجنّ وأسلب

خمس وخمس ستة أو سبعة ... قولان قالهما الخليل وثعلب

فيه خلاف ظاهر ومذاهب ... لكن مذهبنا أصح وأصوب

وخواطر الحساب فيها كثرة ... وأظن قولي فيهم لا يكذب

وممن كان صوابه عن غير اعتماد وخطؤه بعد ترو واجتهاد شجاع بن القاسم كاتب أو تامش التركي وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم ولا يفهم وإنما علم علامات كان يكتبها في التوقيعات قال الحسن بن المخلد كنت يوماً عند المستعين ومعنا أو تامش إذ دخل شجاع بن القاسم وسراويله قد خرج من

<<  <   >  >>