للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتنبي

لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والاقدام قتال

تملك الحمد حتى ما لمفتخر ... في الحمد حاء ولا ميم ولا دال

ومما ينبغي أن يكون لاحقاً بما ذكرناه ... ومتمماً للغرض الذي أردناه

نوعان لهما في هذا الموضع ... لمن تأمّلهما أحسن موقع

النوع الأوّل في ذم من أتبع الاحسان ... بالتعديد والامتنان

قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى وقال عليه الصلاة والسلام إياكم والامتنان بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر وقالوا المنة تهدم الصنيعة ويقال تعداد المنة من ضعف المنة ومنه قول عمر رضي الله عنه في ذم منان شوى أخوك حتى إذا نضج رمد شاعر يذم منانا

أفسدت بالمن ما أوليت من حسن ... ليس الجواد إذا أسدى بمنان

المن يهدم ما شيدت من كرم ... هل يرغب الحرّ في هدم لبنيان

وقالوا لا خير في المعروف إذا أحصى وقالوا ما يعد لا يعتد ويقال أحسن العطاء موقعاً ما لم يشب بمن وينشد في مثله

أحسن من كل حسن ... في كل وقت وزمن

صنيعة مشكورة ... خالية من المنن

<<  <   >  >>