للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسمعيل المقري

إذ ما رأيت امرأ في حال عشرته ... بادي الصداقة ما في ودّه دغل

فلا تمنّ له حالاً يسرّ بها ... فإنه بانتقال الحال ينتقل

وكان منصوراً ألم بقول بعض البلغاء لا تطلبن لأخيك رتبة هي أرفع من رتبته التي هو مساويك فيها فإنه ينتقل عنك في أحوال ثلاثة يكون صديقك عند حاجته إليك ومعرفتك عند استغنائه عنك وعدوك حال احتياجك إليه وقال بعض الأعراب يذكر صديقاً تلون عليه صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت سوالف وجوه المسرات وكانت نضرة بمائها فأدبر ما كان بيني وبينه مقبلاً وأقبل ما كان مدبراً وصارت مودته متنقلة كتنقل الأفياء واخوته متلونة كتلون الحرباء وقال بعضهم المتلون إن ودك لشيء ملك عند انقضائه ويقال إياك ومن مودته على قدر حاجته إليك فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة وقال بعض الأعراب لولده يا بني لا تصحب من إذا أيس من خيرك مال إلى غيرك وقالوا إذا انقطع من صديقك رجاؤك فألحقه بعدوك وما أحسن قول بعضهم

إذا تاه الصديق عليك كبراً ... فته زهداً على ذاك الصديق

وإن سلك الغرام به طريقاً ... فخذ عرضاً سوى ذاك الطريق

فايجاب الحقوق لغير راع ... حقوقك رأس تضييع الحقوق

ولبشار بن برد

إذا كان ذواقاً أخوك من الهوى ... موجهة في كل أوب ركائبه

فحل له وجه الفراق ولا تكن ... مبطية رحال كثير مذاهبه

<<  <   >  >>