أي: والشر كما قال الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ}(٣٥)[الأنبياء: ٣٥].
وإنما اقتصر على ذكر الخير إما اكتفاء بأحد الضدين عن الآخر اختصارا نحو:{وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(١٣)[الأنعام: ١٣].
أي: والبرد؛ أو تعليما لخلقه الأدب نحو:{وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}(٨٠)[الشعراء: ٨٠].
{وَأَنّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً}(١٠)[الجن: ١٠] بحيث لا يضيفون إليه إلا الحسن الجميل وغيره، يعدلون به عنه إلى أنفسهم، نحو:
ولم يقل: أمرضني، أو لا يسمون فاعله نحو {وَأَنّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ}(١٠)[الجن: ١٠] ولم يقل: أراد بهم ربهم؛ فأما قوله صلّى الله عليه وسلّم في بعض دعائه:
«والشر ليس إليك»(١) فاحتج به المعتزلة على مذهبهم في أنه عز وجل لا يخلق المعاصي الشرية ولا الشرور العصيانية، وتأوله الجمهور على معنى أن طلب الشر ليس إليك أن الله