{وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى}(١٧)[طه: ١٧] سؤال تأنيس، {قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى}(١٨)[طه: ١٨] هذا جواب السؤال، وباقي كلامه زائد على الجواب المطابق استئناسا من موسى، ويستدل به على الجواب بأكثر مما سئل عنه لفائدة، إما الاستئناس كما هاهنا، أو زيادة فائدة وتمهيد فاعدة، كقوله صلّى الله عليه وسلّم حين سئل عن البحر «هو الطهور ماؤه الحل ميتته»(١).
{فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى}(٢٠)[طه: ٢٠] الآيتين، هذا من المعجزات النبوية، وتوجيهه عن المتكلمين أنه يخلق الحياة فيها إذا شاء ويسلبها عنها إذا شاء، وزعم بعضهم أنا العصا كانت من آس الجنة، وفيها حياة كامنة، إذا أريد انقلابها حية ظهرت الحياة وكمنت الجمادية، وإذا أريد عودها عصا انعكس ذلك، وهو بعيد، ولعله/ [١٣٥ أ/م] مأخوذ