صدرها شبيه بصدر السورة قبلها:{فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}(٨)[الانفطار: ٨] يحتج به التناسخية ولا حجة لهم فيه؛ لأن المراد في أي صورة من الصور الإنسانية طويلا أو قصيرا، أسود أو أبيض ونحو ذلك جعلك.
١٠ - ١٢] فيه إثبات الحفظة، وقد سبق القول فيه في «الأنعام».
...
[القول في سورة المطففين]
{يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}(٦)[المطففين: ٦] فيه إثبات الموقف والحشر.
{كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ}(١٤)[المطففين: ١٤] أي: طمس نور قلوبهم ظلمة ذنوبهم فإذا هم/ [٢١٥ أ/م]{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}(١٧١)[البقرة: ١٧١].
{كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}(١٥)[المطففين: ١٥] يحتج بمنطوقه على أن الكفار لا/ [٤٤٣/ل] يرون الله-عز وجل-ومقتضى حجبهم عنه، وبمفهومه على أن المؤمنين يرونه، وربما ارتفع ذلك عن كونه مفهوما إلى كونه قياس عكس أو عكس نقيض؛ لأنه إذا ثبت أن الكافر يعاقب بالحجاب، اقتضى أن المؤمن يثاب برفع الحجاب.
...
[القول في سورة الانشقاق]
صدرها شبيه بصدر سورة «الانفطار» و «التكوير»: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}(٦)[الانشقاق: ٦] إلى {بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً}(١٥)[الانشقاق: ١٥] يتعلق بأحكام الآخرة كالحساب وأخذ الكتاب ونحوه.