لما نزلت قال عبد الله بن الزبعرى: «يا محمد، فقد عبدت الملائكة والمسيح أفتراهم حصب جهنم؟ ! فيقال: إنه نزل: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ}(١٠١)[الأنبياء: ١٠١] مخصصة للعموم المذكور، ويقال إنه صلّى الله عليه وسلّم قال لابن الزبعرى: «ما أجهلك بلسان قومك، إنما قال الله-عز وجل-: {إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ}(٩٨)[الأنبياء: ٩٨] ولم يقل: ومن «تعبدون» يعني أن «ما» لما لا يعقل، فلا يتناول العقلاء كالملائكة والمسيح وهذا أحسن الجوابين، ولعلهما اجتمعا بمنع ورود السؤال ثم تسليمه، وتخصيص العموم.
{لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ}(٩٩)[الأنبياء: ٩٩] أي أن الإله لا يرد النار وهؤلاء المتخذون من دون الله يردون النار، فالإله ليس هو هؤلاء فهؤلاء ليسوا آلهة.
{لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ}(١٠٠)[الأنبياء: ١٠٠] إن كانت عامة في كل ما عبد من دون الله-عز وجل-جماد أو غيره، فهذا يقتضي أن الجماد يخلق فيه حياة يصبح بها/ [١٤١ أ/م] منه الزفير في جهنم، والأشبه أن يختص ذلك بالأحياء من الآلهة.
{وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ}(١٠٧)[الأنبياء: ١٠٧] تصريح برسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم وإثباتها بالبرهان في آخر الفتح إن شاء الله-عز وجل.