للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

وأكد ذلك الإمام المازري ولم يضف شيئاً (١).

وقال القاضي عياض: وقوله في كتاب مسلم قوله في الخطبة أول الكتاب نا الحميدي نا سفيان في خبر جابر الجعفي كذا لابن ماهان وهو غلط سقط بين مسلم والحميدي رجل وهو سلمة بن شبيب وكذا رواه الجلودي على الصواب (٢).

ثم قال القاضي: وقال أبو عبد الله بن الحذاء وهو أحد رواة كتاب مسلم: سألت عبد الغني بن سعيد (٣): هل روى مسلم عن الحميدي؟ فقال: لم أره إلا في هذا الموضوع وما أبعد ذلك، أو يكون سقط قبل الحميدي رجل، وعبد الغني إنما رأى من مسلم نسخة ابن ماهان فلذلك قال ما قال، ولم يكن بعد دخلت نسخة الجلودي، وقد ذكر مسلم قبل هذا: حدثنا سلمة حدثنا الحميدي في حديث آخر كذا هو عند جميعهم وهو الصواب هنا إن شاء الله تعالى (٤).

وأيد الإمام النووي ما قاله القاضي، وصوَّب ما صوَّبوه بإثبات سلمة بن شبيب، وزاد: لم تكن نسخة الجلودى دخلت مصر (٥).

ومسلم لم يلق الحميدي؛ لأن الحميدي حجازي مات بمكة سنة ٢١٩هـ، ومسلم نيسابوري


(١) المعلم بفوائد مسلم: (تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري ت ٥٣٦ هـ)، تحقيق: الشيخ محمد الشاذلي النفير، دار التونسية للنشر - تونس والمؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر، ط٢، ١٩٨٧م، ١/ ٢٧٤، وإكمال المعلم بفوائد مسلم: (تأليف: القاضي عياض أبي الفضل بن موسى بن عياض اليحصبي ت ٥٤٤هـ)، تحقيق: د. تحيى إسماعيل، دار الوفاء - مصر، ط٣، ١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م، ١/ ١٤٤.
(٢) مشارق الأنوارعلى صحاح الآثار ٢/ ٣٤٤. فقوله ابن ماهان: يعني راوي المغاربة، والجُلودي يعني راوي المشارقة عن ابن سفيان عن مسلم وهي الرواية التي تمتاز بعلو الإسناد.
(٣) عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان، الامام الحافظ الحجة النسابة، محدث الديار المصرية، أبو محمد الازدي المصري، صاحب كتاب "المؤتلف والمختلف" مولده في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة، ووفاته تسع وأربع مئة، ينظر سير أعلام النبلاء: (تأليف: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله ت٧٤٤هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي مؤسسة، الرسالة - بيروت، ١٤١٣هـ، ط٩، ١٧/ ٢٦٨ و٢٦٩ و٢٧١.
(٤) إكمال المعلم بفوائد مسلم ١/ ١٤٥.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم ١/ ١٠٣.

<<  <   >  >>