للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٩ - كتاب الحج

[باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به]

وحدثني زهير بن حرب، حدثنا شبابة، حدثني ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف} حيث تقاسموا على الكفر ٢/ ٩٥٢.

ــ

قال القاضي عياض: "وقوله: منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفرالخيف، بالرفع خبر منزلنا، ووجدته في بعض أصول شيوخنا الخيف بالنصب، وكأنه تأول أنه مفعول بفتح ويجعل الخبر فيما بعده وهو خطأ، وليس لفتح هنا مفعول، وإنما معناه حكم وكشف وأظهر والخيف بنفسه هو الموضع الذي تقاسموا فيه على الكفر يريد في صحيفة قطيعة بني هاشم وسقطت لفظة "إذا فتح الله" عند ابن ماهان" (١).

قال ياقوت الحموي: "والخيف بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره فاء: هو ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وقال الزهري: الخيف الوادي، وقال الحازمي: خيف بني كنانة بمعنى نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخيف ما كان مجنباً عن طريق الماء يميناً وشمالاً متسعاً" (٢). وقول القاضي عياض: خيف بني كنانة هو المحصب (٣)، هو جزء من حديث رواه الإمام احمد (٤) من طريق أسامة بن زيد.

فقول القاضي عياض: الخيفًُ بالرفع على ان جملة - إن شاء الله إذا فتح الله - اعتراضية، والجملة الاعتراضية لا محل لها من الإعراب فيكون خبره الخيفُ، وهو ما رواه ابن ماهان من غيرها فالسَقْط ليس لخفة ضبطٍ ولا لسهو منه، فيكون العامل المؤثر هو الابتداء وليس الفعل "فتح"، وعلى اعتباره عاملاً فقد اثر في


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ٢/ ٣
(٢) ينظر معجم البلدان ٢/ ٤١٢، واخترت معجم البلدان وسبقة غيره لأني وجدته جامعاً لأكثر من قول.
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم ٤/ ٣٩٣، والمصدر السابق.
(٤) مسند الإمام احمد بن حنبل: مسند الأنصار، حديث أسامة بن زيد حب رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ، الحديث رقم ٢١٨١٤، ٥/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>