للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

الاختلافات في المتون

في هذا الفصل عند الدراسة وجدت أن الاختلاف نادر؛ لأنه أمكن الجمع بين الروايات التي ظاهرها الاختلاف في بعض الألفاظ وبالتالي لا أحتاج إلى ذكر خلاصة لكل مفردة منه.

١ - قال الإمام مسلم: "وقد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد وتسقيمها، بقول لو ضربنا عن حكايته، وذكر فساده صفحا - لكان رأيا متينا، ومذهبا صحيحا؛ إذ الإعراض عن القول المطروح أحرى لإماتته، وإخمال ذكر قائله، وأجدر ألا يكون ذلك تنبيها للجهال عليه، غير أنا لما تخوفنا من شرور العواقب، واغترار الجهلة بمحدثات الأمور، وإسراعهم إلى اعتقاد خطأ المخطئين، والأقوال الساقطة عند العلماء، رأينا الكشف عن فساد قوله، ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد - أجدى على الأنام، وأحمد للعاقبة - إن شاء الله -" (١).

ــ

قال القاضي عياض: "في صدر مسلم، عند ذكر الأخبار الضعيفة، قوله: "ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد أحرى على الإثام"، كذا عند العذري بالحاء والراء في الكلمة الأولى، وبالثاء في الثانية، وعند ابن ماهان:"الأيام " بالياء أخت الواو، وكلاهما وهم لا معنى له يصح هنا، وصوابه ما عند الفارسي: "أجدى على الأنام" بالجيم والدال في الأولى، وبالنون في الثانية: أي أنفع لهم بدليل قوله بعد: "وأحمد للعاقبة" (٢).

وافقت رواية الفارسي رواية ابن سفيان وخالفهما ابن ماهان والعذري وجعل القاضي قولها وهماً؛ لأن المعنى لا ينطبق، قال الرافعي:"أَجْدَى عَلَيْكَ الشَّيْءُ كَفَاكَ" (٣)، والأنامُ: "ما ظهر على الأرض من جميع الخَلْق" (٤).

الخلاصة: فيكون الوهم من ابن ماهان، والله أعلم.


(١) صحيح مسلم: المقدمة ١/ ١٢.
(٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١٩.
(٣) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير١/ ٩٣.
(٤) لسان العرب ١٢/ ٣٧، مادة أنم.

<<  <   >  >>