للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٤ - كتاب اللعان

وحدثنا أبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، وابن بشار (واللفظ للمسمعي وابن المثنى) قالوا: حدثنا معاذ (وهو ابن هشام) قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن جبير قال: لم يفرق المصعب بين المتلاعنين قال سعيد: فذكر ذلك لعبد الله بن عمر فقال: فرق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بين أخوي بني العجلان ٢/ ١١٣٠.

ــ

قال القاضي عياض (١): "قوله: فرق المصعب بين المتلاعنين كذا لابن ... ماهان، ولغيره: لم يفرق المصعب، وضبطه بعضهم: لِمَ فرق المصعب؟، والأشبه أن الصحيح رواية من روى لم يفرق بدليل آخر الحديث".

والخلاف في وقوع التفريق بين المتلاعنين هو سبب هذا الخلاف في الرواية، جاء في رواية أبو مصعب الزهري ان السنة هي التفريق بالتلاعن لما نقل قول مالك: قال ابن شهاب: "فكانت تلك سُنَّة المتلاعنين" (٢).

ما يجعل رواية ابن ماهان مخالفة لغيرها من الروايات، ولهذا خطّأها القاضي عياض.

وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (٣): "قد أورد مسلم من وجه آخر - عن حديث: "قلت لابن عمر رجل قذف امرأته أي ما الحكم فيه - عن سعيد بن جبير فزاد في أوله قال: "لم يفرق المصعب" يعني بن الزبير "بين المتلاعنين" أي حيث كان أميراً على العراق، قال سعيد: فذكرت ذلك لابن عمر، ومن وجه آخر عن سعيد سئلت عن المتلاعنين في امرأة مصعب بن الزبير، فما دريت ما أقول فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكة ... الحديث، وفيه قلت: يا أبا عبد الرحمن: المتلاعنان أيفرق بينهما؟ قال: سبحان الله نعم إن أول من سأل عن ذلك فلان ابن فلان وعرف من قوله بمكة أن في الرواية التي قبلها حذفاً تقديره فسافرت إلى مكة فذكرت ذلك =


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ٢/ ١٥٥.
(٢) الموطأ رواية أبو مصعب الزهري، تحقيق: د. بشار عواد محمد ومحمد خليل، مؤسسة الرسالة، ط٣، ١٩٩٨م، ١/ ٦٢٣.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٩/ ٤٥٦ بتصرف.

<<  <   >  >>