للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

الجلودي، وهي موافقة لرواية ابن سفيان. إذا هذه هي إذا الفجائية، وتختص بالأسماء، وهنا اسمها محذوف، والتقدير فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزاره. أي تفاجأ عمر لهيئته التي كان عليها، ويدل على ذلك جوابه بعد بكائه: "ومالي لا ابكي؟ وهذا الحصير قد اثر في جنبك ... ".

وأما فأدنى عليه أزاره، فهو مأخوذ من الدنو أي القرب يقال: "أدنيت الستر أرضيته" (١) أي جعل أزاره اقرب إلى الأرض.

فيكون كلا الروايتين صواب، الأولى تفاجأ من وصفه - صلى الله عليه وسلم - والأخرى، اخبر عن حاله في إسدال أزاره، والله اعلم.

ولا تعارض بين الروايتين لان الإسدال بعد المفاجأة: وهذا ما رواه أبو عوانة في مستخرجه (٢).

وممن رواه كرواية ابن ماهان، أبو يعلى (٣)، والبيهقي (٤)، وكلهم رووا هذا الحديث بسند واحد. ووقع لأبي يعلى خطأ في مسنده فقال عثمان بن يونس، والصواب عمر بن يونس.


(١) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ١/ ٢٠١.
(٢) مستخرج أبي عوانة: مبتدأ كتاب الطلاق، باب الخبر المبين ان الرجل إذا قال لامرأته: اختاري، الحديث رقم ٣٧٠٣ , /
(٣) مسند أبي يعلى: مسند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الحديث رقم ١٦٤، ١/ ١٤٩.
(٤) سنن البيهقي الكبرى: كتاب النكاح، باب ما أمره الله تعالى به من اختيار الآخرة على الأولى، ولا يمد عينيه إلى زهرة الدنيا، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (١٣١)} [طه: ١٣١]، الحديث رقم ١٣٠٨٤، ٧/ ٤٦. شعب الإيمان: الرابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في حب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصل في زهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره على شدائد الدنيا ... ، الحديث رقم ١٤٤٩، ٢/ ١٦٦.

<<  <   >  >>