إن رواة الصحيح لهم دور كبير في نشر صحيح مسلم في المشرق والمغرب، فحصل له حظ عظيم في قبوله في البلاد الإسلامية، وعلى الرغم من كثرتهم، فإن رواياته اقتصرت على أربعة طرق قد ذكرتها في الدراسة.
عملت في هذه الدراسة "رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سفيان" وكما هو واضح من عنوانها مقارنة بين هذه الروايتين لكي يتحدد عدد الأحاديث المختلف فيها، وقد ثبتنا الملاحظات الآتية:
١ - عند دراستنا وجدنا اختلاف النسخ، وهذا راجع إلى تعدد الرواة.
٢ - إن الاختلاف الحاصل راجع إلى ضبط الرواة والى جواز الرواية بالمعنى كما في الاختلاف في الحديث السابع والخمسين من هذه الدراسة.
٣ - إن رواة صحيح مسلم هم ثقات، وعلى هذا تكون دراستنا بعيدة عن التصحيح والتضعيف.
٤ - إن الاختلاف الحاصل دلنا على إمكانية التوفيق بين الروايات ما أمكن.
٥ - عناية الأئمة الفائقة وتنبيههم على الاختلافات الحاصلة، وأنها لا تضر في الصحة.
٦ - التأكيد على أن الاختلافات الحاصلة هي نسبة ضئيلة جداً جداً إذا ما قورنت بعدد أحاديث الصحيح.
٧ - وجدنا اختلافات بين الروايتين بأسانيد الأحاديث ومتونها بلغ مجموعها (١١٧) اختلافاً، وبعد التتبع لها تبين أن الاختلاف محتمل فتقلص العدد إلى (٢٨) في الأسانيد و (٨) في المتون عند ابن ماهان، و (٣) في الأسانيد و (١) في المتون عند ابن سفيان، وهذه الاختلافات هي بسبب الخطأ، والوهم، والتصحيف.
٨ - من خلال دراستنا وجدنا نسخاً خطية كثيرة حاصلها يعود إلى الروايتين (ابن سفيان، وابن ماهان).