للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

......................................................................................

ــ

ومنه أن عبد الرحمن بن أبي بكر برز يوم بدر فقال: هل من مبارز؟ فتركه الناس لكرامة أبيه - رضي الله عنه - فنتل أبو بكر ومعه سيفه، أي تقدم. ولم يشر الإمام المازري إلى خلاف فيه.

وذكر الخلافَ القاضي عياضُ قال: وناتل أهل الشام أوله نون وآخره لام قبلها تاء باثنتين فوقها وهو اسم رجل وليس بصفة كما ظنه بعضهم وهو ناتل بن قيس الجذامي وبينه في رواية ابن ماهان فقال ناتل أحد أهل الشام وهذا بين واضح وأولى الروايتين وأوجه في الكلام ودل أن أحداً ساقط من الرواية الواحدة (١).

ثم قال القاضي عياض: حمله ـ أي الإمام المازري ـ على أنه صفة، وإنما هو اسم رجل مشهور، "وذكر اسمه". ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى: "فقال له ناتل الشامي" وكذلك يعرف (٢).

فجعل الإمام المازري ناتل أهل الشام صفة لشخص لم يسمه، وهو من سأل أبا هريرة في هذا الحديث، واستدل على ذلك بالمعنى اللغوي لجذر الفعل الثلاثي المجرد نتل، والإشتقاق: يَنْتِلُ نَتْلاً ونُتولاً ونَتَلاناً واستَنْتَلَ بمعنى تقدم، قاله الفيروزآبادي (٣)، وقال: وناتَلُ كهاجَرَ: رجُلٌ من العَرَبِ، وسماه الزبيدي فقال: "ومن بنى جذام قيس بن زيد الجذامي له صحبة وابنه ناتل بن قيس كان سيد جذام بالشأم وهو الذى رد على روح بن زنباع دخوله في بنى أسد من معد" (٤). وأيد الإمام النووي ما قاله القاضي عياض: وقال وَهُوَ: نَاتِل بْن قَيْس الْحِزَامِيُّ الشَّامِيّ مِنْ أَهْل فِلَسْطِين، وَهُوَ تَابِعِيّ، وَكَانَ أَبُوهُ صَحَابِيًّا، وَكَانَ نَاتِل كَبِير قَوْمه. فقولهما =


(١) مشارق الأنوار على صحاح الاثار ٢/ ٣٥.
(٢) المصدر السابق ٦/ ٣٢٩.
(٣) ينظر القاموس المحيط، (تأليف: الفيروزآبادي محمد بن يعقوب، مؤسسة الرسالة - بيروت)، ١/ ١٣٦٩.
(٤) تاج العروس، (تأليف: الزبيدي محمد مرتضى الحسيني، دار الهداية)، تحقيق: مجموعة من المحققين، ١/ ٧٦٤٣.

<<  <   >  >>