للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.......................................................................................

ــ

الجريري، وإنما هو سعيد بن أبي عروبة، فعبد الأعلى بن عبد الأعلى يروي عن كلا السعيدين (١)، وكلاهما يروي عن أبي نضرة (٢)، لكنهما يفترقان في كون سعيد بن أبي عروبة يروي عن قتادة وأبي نضرة، وسعيد بن إياس الجريري لا يروي عن قتادة (٣)، ويروي عن أبي نضرة (٤)، لذلك قال الحافظ ابن حجر: "أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الأعلى، عنه به، وقال قلت: هذه رواية أبي بكر وحده. وأما ابن المثنى فأنه أدخل بين سعيد وأبي نضرة قتادة، والذي يظهر أن الحديث عن عبد الأعلى عن السعيدين: سعيد بن إياس الجريري، وسعيد بن أبي عروبة، وأما الجريري، فعن أبي نضرة بلا واسطة، وهذه رواية أبي بكر بن أبي شيبة، عنه، وأما ابن أبي عروبة، فعن قتادة، عن أبي نضرة به، ويؤيد ذلك أن المزي لم يذكر في "التهذيب" لسعيد الجريري رواية عن قتادة، وجزم أبو العباس "أحمد بن ثابت" الطرقي (٥) في الأطراف أن سعيداً الراوي هنا عن قتادة هو ابن أبي عروبة" (٦)، فقتادة ليس زيادة في السند الثاني والقرينة الأخرى التي تدل على ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر، هي أن الإمام مسلم في صحيحه لم يبقِ سعيد الجريري بلا نسبة، وفي الغالب يبقي سعيد بن أبي عروبة بلا نسبة؛ لأنه الأشهر، والله أعلم.

وخلاصة القول أن رواية ابن ماهان أصوب، والله أعلم.


(١) تهذيب الكمال ١٦/ ٣٦٠، وتهذيب التهذيب ٦/ ٨٧.
(٢) المصدران السابقان ١١/ ٧، و٤/ ٥٦، وينظر سير أعلام النبلاء ٦/ ٤١٣، وتذكرة الحفاظ ١/ ١٧٧.
(٣) ينظر تهذيب الكمال ١٠/ ٣٣٨ و٣٣٩، وغيره.
(٤) التاريخ الكبير ٣/ ٤٥٦، وتهذيب الكمال ١٠/ ٣٣٩، وتهذيب التهذيب ٤/ ٦.
(٥) أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث عارفا بطرقه وله معرفة بالأدب سمع بأصبهان المطهر بن عبد الواحد البرزالي وعثمان بن محمد بن عبد الله المحملي وبهراة أبا إسماعيل الأنصاري وببغداد أبا القاسم بن السري وبالبصرة أبا علي التستري وبالأهواز أبا سعيد الأهوازي وطبقتهم روى عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف الحافظ ببغداد توفي بعد سنة عشرين وخمس مائة وله تصانيف منها أطراف الكتب الخمسة. الأنساب للسمعاني ٤/ ٦٣، وينظر ميزان الاعتدال في نقد الرجال ١/ ٢٢٠ و٢٢١. ولسان الميزان ١/ ١٤٣.
(٦) ينظر تحفة الأشراف، والنكت الظراف، الحديث بتسلسل ٤٣٣٩، ٣/ ٤٦١.

<<  <   >  >>