للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت سنة ٢٠٦هـ - ٨٢١م في خلافة المأمون؛ لأن أول من ذكر وفاته وتقدير سنّه ابن الأخرم ت ٣٤٤هـ ... ، ونقله عنه تلميذه الحاكم، ت ٤٠٥هـ في كتاب علماء الأمصار، وكتاب المزكين لرواة الأخبار" (١).

وقال أيضاً: "ونقل ابن الصلاح ت ٦٤٣هـ، وابن خلكان ت ٦٨١هـ، وقال: إنه تملك من نفس النسخة التي نقل منها شيخه ابن الصلاح، والنووي عن كتاب المزكين لرواة الأخبار، وبه جزم طاش كبري زاده حيث قال: [والصحيح أنه ولد في سنة ست ومائتين] " (٢).

وكل ذلك على تقدير وفاته، ثم إنقاص مدة حياته فيتبين تقدير مولده، وهذا ليس ضابطاً أو فصلاً للمسألة، فمنهم من جعل حياته سبعاً وخمسين سنة، ومنهم من جعلها خمساً وخمسين سنة.

قال ابن خلكان: "توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد ... لخمس، وقيل لست بقين من شهر رجب الفرد سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور، وعمره خمس وخمسون سنة، هكذا وجدته في بعض الكتب، ولم أر أحداً من الحفاظ يضبط مولده، ولا تقدير عمره، وأجمعوا أنه ولد بعد المائتين" (٣).

وممن جزم بمولده ابن كثير فقال: "وكان مولده في السنة التي توفي فيها الشافعي، وهي سنة أربع ومائتين، فكان عمره سبعاً وخمسين سنة" (٤).

والأقرب إلى الفصل بالمسألة أن ولادته كانت سنة ٢٠٤هـ أو ٢٠٦هـ، وضابط ذلك قول الذهبي: "وحج في سنة عشرين وهو أمرد" (٥)، فهذا الحدث أقرب تأريخاً من وفاته وكان فيه أمرد: أي لم تظهر عليه علامات البلوغ إذا اعتبرنا سن البلوغ ما بين الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة.


(١) الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه ص١٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) وفيات الأعيان ٥/ ١٩٥.
(٤) البداية والنهاية ١١/ ٣٥.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٥٧.

<<  <   >  >>