للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

...........................................................................................

ــ

عمر، جعل غسان موضع عباد، وهو وهم، والصواب محمد بن عباد، وهو المكي" (١).

وطابق قول الإمام المازري قول أبي علي الغساني في هذا الموضع (٢).

وقال القاضي عياض: "وقد جاء في الحديث نفسه: وقال ابن عباد: "والذي نفس أبي هريرة بيده". كذا لجميعهم، ولابن ماهان: "وقال ابن أبي عمر" (٣).

ثم كرر القاضي: "وفي صفة عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - نا محمد ابن عباد، وابن أبي عمر قالا: نا مروان، كذا لهم، وعند ابن ماهان: نا محمد بن عثمان، وابن أبي عمر، وهو وهم، والصواب محمد بن عباد وهو المكي، وفي الحديث نفسه "وقال ابن عباد: والذي نفس أبي هريرة بيده وقال ابن أبي عمر: ... " (٤)

وعلى الرغم من إختلاف الرواية بين المشارقة اذ قالوا: يرويه محمد بن ... عباد، والمغاربة يقولون: يرويه محمد بن غسان، ثم إختلافها بين المغاربة بأن يرويه محمد بن غسان كما ذكره الحافظان أبو علي الغساني والمازري من جهة، أو يروية محمد بن عثمان كما ذكره القاضي عياض من جهة أخرى، فلا يجد المتتبع لأسانيد الإمام مسلم رواية عن محمد بن غسان في الصحيح، ولا يجد رواية لمسلم عن محمد بن عثمان من الطبقة التي عاصرها وحدث عنها الإمام مسلم، وذكر أبو بكر الحميدي (٥) أن هذا الحديث من رواية محمد بن عباد، فيظهر وهم رواية ابن ماهان في هذا الموضع.

وكذلك لا يجد المتتبع لمتن هذا الحديث لفظ من قال منهما ـ أي محمد بن عباد، أو ابن أبي عمر ـ: "والذي نفس أبي هريرة بيده" عند غير مسلم.

وتفرد مسلم بسنده عنهما، وكل من روى هذا الحديث رواه عن غيرهما، =


(١) تقييد المهمل وتمييز المشكل ٣/ ٩٣٥ و٩٣٦.
(٢) سقط ذكر هذا الخلاف في المعلم، وينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم ٨/ ٥٢٥.
(٣) المصدر نفسه ٨/ ٥٢٥.
(٤) مشارق الأنوار على صحاح الاثار ١/ ٤٠٢.
(٥) ينظر الجمع بين الصحيحين ٣/ ١٨١.

<<  <   >  >>