للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

أي: ما هو بأول، ولا ثانٍ" (١).

وأما "بدء الفجور وثناه"، فالبدء بان معناه سلفاً، وأما "ثناه" فمعناه: أوله وآخره، قال ذلك القاضي عياض وغيره (٢).

ولم يرو أحدكما روى مسلم عند ابن ماهان ما يدل على انها بالمعنى لاسيما أننا عرفنا معناه الثِنيا، والله اعلم.

وممن رواه كما رواه مسلم عند ابن سفيان: أبو عوانه (٣)، والبيهقي (٤).

الثالث:

قال القاضي عياض: "وقوله فما زلت أرديهم واعقر بهم" بفتح الهمزة "وعلوت الجبل فجعلت أرديهم" وفي رواية أخرى فيهما: أرميهم بالميم وهما بمعنى، يقال: رديت الحجر ورميته، والمرداة بكسر الميم الحجارة والأشبه في الأول: أرميهم، وكذا عند شيوخنا فيه؛ لأنه إنما أخبر عن رميه بالقوس، وفي الثاني: أرديهم؛ لأنه خبر عن رميه من أعلى الجبل، وهي أكثر روايات شيوخنا فيه على هذا الترتيب والترجيح، وقوله في هذا الحديث: "فأرادوا فرسين" بفتح الهمزة وسكون الراء ودال مهملة، كذا روايتنا عن شيوخنا وفي بعض الروايات فيه بالذال المعجمة، وكلاهما صحيح متقارب ومعناه بالمعجمة خلفوهما وتركوهما واستضعفوهما. والرذي بالمعجمة المستضعف من كل شيء، وبالمهملة أهلكوهما وأتعبوهما حتى أسقطوهما، وتركوهما، ومنه المتردية. وأرْدَت الخيل الفارس وهو رد، أي: أسقطته وفي بعض الروايات عن ابن ماهان "وإذا فرسان" والصواب =


(١) كتاب العين ٥/ ٣٦٤.
(٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١٣٢، شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ٢٦٧، النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٢٦٢، لسان العرب ١/ ٢٦.
(٣) مستخرج أبي عوانه: مبدأ كتاب الجهاد، باب عدد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية، الحديث رقم ٥٤٦٨. وبلفظ آخر "دروهم يكن بدء الفجور وثناه"، في الكتاب والباب أنفسهما، الحديث رقم ٥٤٦٧.
(٤) دلائل النبوة: باب إرسال النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، الحديث رقم ١٤٧٥.

<<  <   >  >>