للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

سيبويه (١)، ويكون مفعلة لازمة لها الهاء والفتحة إذا أردت تكثير الشيء بالمكان كقوله: ارض مسبعة ومضبة وماسدة" (٢).

فالحائط: "ما أحيط به على شيء مثل النخل والكرم" (٣)، والحائط: الجدار (٤). والحائط إن لم يضف إلى شيء فدل على كونه سور، وان أضيف دل على ما أحيط به كما قال الفيروزآبادي آنفاً مثل النخل والكرم، وكما يصح إضافته إلى الزروع، فيصح أيضاً إضافته إلى الحيوان كما جاء في رواية المغاربة "حائط مضبة"، والله اعلم.

وقوله: "غائط مُضبة قال ابن الأثير: "هكذا جاء في الرواية بضم الميم وكسر الضاد، والمعروف بفتحها. يقال: اضبت ارض فلان إذا كثر ضبابها. هي ارض مضبة: أي ذات ضباب مثل ما سدة، ومذابة، ومربعة أي ذات اسود، وذئاب، ويرابيع، وجمع المضبة: مضاب" (٥).

وبهذا يكون المعنى متقارب بين الروايتين، ويكون التصحيف بعيداً، ولاسيما إن رواية المغاربة عرفت عند أهل الحديث في كتبهم، وممن رواه حائط مضبة الطيالسي (٦)، والطحاوي (٧)، وأبو عوانة (٨)، والبيهقي (٩). ... =


(١) لم أجده عند سيبويه.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) القاموس المحيط ١/ ٢٤٩.
(٤) المصدر نفسه ١/ ٨٥٦.
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ١٥٠، وينظر لسان العرب ١/ ٥٣٨، وتاج العروس من جواهر القاموس ١/ ٦٧٦.
(٦) مسند الطيالسي: ما روى أبو سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما روى عنه أبو نضرة ... - رضي الله عنه -، الحديث رقم ٢١٥٣، ١/ ٢٨٦.
(٧) شرح معاني الآثار للطحاوي: باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث رقم ٢٧٧٢، ٤/ ١٩٨.
(٨) مستخرج أبي عوانة: مبتدأ كتاب الجهاد، مبتدأ كتاب الصيد - بيان الأخبار الدالة ... ، الحديث رقم ٦٢٠٩.
(٩) سنن البيهقي الكبرى: كتاب الضحايا، باب ما جاء في الضب، الحديث رقم ١٩٢٠٧، ٩/ ٣٢٥.

<<  <   >  >>