للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها} قال: فقلت: والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبْتَها وأصبْتُها معك من أصابها من الناس ٣/ ١٦٢٥.

ــ

قال القاضي عياض: "وقوله: فتعرفنا اثنا عشر رجلاً، أي صرنا عرفاء على غيرنا، أي مقدمين بدليل بقية الحديث، وذكر فيه أيضاً البخاري (١) عن بعضهم فتفرقنا من الافتراق، وقد يخرج له وجه، وكذلك رواه أكثرهم عن البخاري في كتاب الصلاة: ففرقنا اثني عشر رجلاً، وللنسفي فعرفنا، وهو أوجه وأصوب، وفي مسلم: "فعرفنا" بفتح الفاء، وعند ابن ماهان فيه تخليط، ووهم ذكرناه في آخر الكتاب في الأوهام" (٢).

وقال: "وفي حديث أضياف أبي بكر: "وكان بيننا وبين قوم عقد، فمضى الأجل، فعرفنا منه اثني عشر رجلاً، مع كل رجل منهم أناس"، أي جعلنا عرفاء، كذا قيدناه عن شيوخنا، وهي رواية الجلودي، وعند الرواة عن ابن ماهان فيه تغيير وتخليط، ونص ما عندهم: "فمضى الأجل، فعرفنا الأجل، فجاء اثنا عشر ... رجلاً"، وكذا جاء في غير موضع من الصحيحين مع اختلاف هذا اللفظ بين عرفنا وفرقنا" (٣).

وقال الإمام النووي: "قوله: فعرفنا اثنا عشر رجلاً، مع كل رجل منهم أناس، هكذا هو في معظم النسخ "فعرفنا" بالعين وتشديد الراء، أي جعلنا عرفاء. وفي كثير من النسخ "ففرقنا" بالفاء المكررة في أوله، وبقاف في التفريق أي جعل كل رجل من الاثني عشر مع فرقة، فهما صحيحان ولم يذكر القاضي هنا غير الأول. ثم قال: ... وفي نادر منها - أي من النسخ - اثني عشر، وكلاهما صحيح، والأول جار على لغة من جعل المثنى بالألف في الرفع والنصب والجر، وهي لغة أربع


(١) صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب السمر مع الضيف والأهل، الحديث رقم ٥٧٧، ١/ ٢١٦.
(٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ٢/ ٧٨.
(٣) المصدر نفسه ٢/ ٣٢٧.

<<  <   >  >>