للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

وقال إبراهيم الحربي: "يقال نشدتُ الضالة إذا سألت عنها وأنشدتها إذا عرفتها. وقال مؤرخ: النشد: المعّرف انشد ينشد إنشاداً، والناشد المعترف نشد ينشد نشدةً، ونشداناً قال الشاعر (١):

انشدُ الناس ولا أنشدهم ... إنما ينشد من كل أضل

أنشدهم أدل عليهم، وقال آخر (٢):

كأنه ناشدٌ نادى لموعده ... عبدى مناف إذا اشتد الحيازيم" ... (٣)

وقال الخليل: "ورَشِدَ فلانٌ إذا أصاب وجه الأمر والطريق، والإرشاد والدلالة والهداية" (٤).

وقال ابن الأثير: "الراشد: اسم فاعل من رشد مرشد رُشْداً ورَشِدَ يرشد رَشَداً، وأرشَدتْه أنا. والرُّشْد: خلاف الغيِّ ... ومنه الحديث "وإرشاد الضال" أي هدايته الطريق وتعريفه، وقد تكرر في الحديث. فكلا المعنيين يستقيم، فابن ماهان روايته من حيث راحلته أو بهيمته، وابن سفيان من حيث من أضل الطريق، فكلاهما صحيح، والله اعلم، وانفرد مسلم باللفظين" (٥).


(١) البيت للنابغة الجعدي كما نسبه ابن قتيبة في المعاني الكبير ص٢٩٦.
(٢) البيت لابن مقبل، ديوان ابن مقبل ١٣٤ وصحح ابن المبارك في نسبته إليه في منتهى الطلب من أشعار العرب: (تأليف: ابن المبارك) نشره فؤاد سزكين طبعة مصورة، منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، ١٩٨٦م، ١/ ٢٤.
(٣) غريب الحديث للحربي ٢/ ٥٠٩.
(٤) كتاب العين ٦/ ٢٤٢.
(٥) ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٥٤٣، وينظر أيضاً لسان العرب ٣/ ١٧٥.

<<  <   >  >>