للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.........................................................................................

ــ

تَعبّوه عبًّا، فإن الكُباد من العبّ" (١).

وقال الأزهري: "والعبُّ أن يشرب الماء ولا يتنفّس، ... وروى أبو العباس، عن عمرو، عن أبيه أنه قال: العبُّ أن يشرب الماء دغرقة بلا غَنْث، والدغرقة: أن يصبَّ الماءَ مرةً واحدة، والغَنْث: أن يقطّع الجَرْع ... وقال ابن الأعرابيّ: اليعبوب: كلُّ جدول ماءٍ سريع الجري، وبه شبّه الفرس اليعبوب" (٢).

والغتُّ: هو التنفس بين الشربتين قال الصاحب بن عباد: "غَتَّ الرَّجُلُ في الماء يَغُتُّ غَتّاً: وهو ما بَيْنَ النَّفَسَيْنِ من الشُّرْب والإِناءُ على فيه" (٣).

قال ابن منظور: "وروي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحَوْض: "يَغُتُّ فيه ميزابانِ مِدادُهما من الجنة"، ونسب القول عن معنى يغت إلى الأزهري قال: هكذا سمعته من محمد بن إِسحق يَغُتُّ بضم الغين قال: ومعنى يَغُتُّ: يَجْري جَرْياً له صَوْتٌ وخَريرٌ، وقيل: يَغُطُّ، قال: ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير قال الأَزهري: ولو كان كما قال لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ بكسر الغين، ومعنى يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ، ماخوذ من غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع، ونَفَساً بعد نَفَس من غير إِبانةِ الإِناء عن فيه، قال: فقوله: (يَغُتُّ فيه مِيزابانِ)، أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دائماً مِن غير أَن يَنْقَطِعَ كما يَغُتُّ الشاربُ الماءَ" (٤).

وقال ابن الأثير: "أي يدُفِقان فيه الماء دفقاً دائما متتابعان" (٥).

وفسر القاضي عياض ما في رواية ابن ماهان انثعب بمعنى: يتفجر (٦)، =


(١) كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: (تأليف: الهندي علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين)، تحقيق: محمود عمر الدمياطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٩هـ - ١٩٩٨م، محظورات الشرب، الحديث برقم ٤١٠٧٥، ١٥/ ١٢٨، وهو عند البيهقي في السنن الكبرى مرسل: باب الشرب بثلاثة أنفاس الحديث رقم ١٤٤٣٦، ٧/ ٢٨٤.
(٢) تهذيب اللغة ١/ ٨٦ بتصرف.
(٣) المحيط في اللغة ١/ ٣٨٨. وينظر المحكم والمحيط الأعظم ٢/ ٣٨٥. وغيرهما.
(٤) ينظر لسان العرب٢/ ٦٣.
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٦٣٩.
(٦) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١٣٢ و١٣٣.

<<  <   >  >>