للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الله قد يسرت جندا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء ... ٤/ ١٩٣٥.

لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء ... فمن يهجو رسول الله منك ... ويمدحه وينصره سواء ... وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء

ــ

الحديث فيه خلافان

الأول:

قال القاضي عياض: "يبارين الأعنة يعني الخيل، هي رواية كافة رواة صحيح مسلم، ومعناه يضاهينها في الجيد لقوة نفوسها وتفسره الرواية الأخرى ينازعن وهي رواية ابن ماهان أو في علك حدائدها ومباراة قوة رؤوسها وصلابة أضراسها لذلك، وقد يكون مباراتها لها مضاهاتها في اللين والانعطاف" (١).

فيبارين مأخوذة من يبري: إذا عارضه، وصنع مثل ما صنع جاء في اللغة: "بَرَى له يَبْرِي بَرْياً إِذا عارضه، وصَنع مثل ما صنع ومثله انْبَرَى له، وهما يتباريان إِذا صنع كل واحد مثل ما صنع صاحبه، وفي الحديث: "نهى عن طعام المُتَبارِيَيْنِ أَن يؤكل" هما المتعارضان بفعلهما ليُعَجِّزَ أَحدُهما الآخَر بصنيعه وإِنما كرهه لما فيه من المباهاة والرياء ومنه شعر حسان:

يُبارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ ... على أَكْتافِها الأَسَلُ الظِّماءُ

المُباراة: المُجاراة والمسابقة أَي يُعارِضْنَها في الجَذْب لقوة نفوسها وقوة رؤوسها وعَلْكِ حَدائدها، ويجوز أَن يريد مُشابَهَتَها لها في اللِّين وسُرعة الانقياد" (٢).

وينازعن: يجاذبن جاء في شرح شافيه ابن الحاجب: "جئن ينازعن أي يجاذبن" (٣) فكلاهما بمعنى.


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ٨٧، وينظر إكمال المعلم بفوائد مسلم ٧/ ٥٣٠.
(٢) ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٣١٣، لسان العرب ١٤/ ٦٩، تاج العروس ١٤/ ٦٩.
(٣) شرح شافيه ابن الحاجب ٤/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>