للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

............................................................................................

ــ

وليس الذي ذكر الله مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه ٤/ ٢١٢٠.

قال القاضي عياض: "وقوله في حديث كعب: ليتأهبوا أهبة عددهم، كذا لابن ماهان، ولسائر الرواة: غزوهم بالزاي وهما صحيحان" (١).

يقول ابن منظور: قال ابن الإعرابي: الغزو: السير إلى قتال العدو وانتهابه .. ورجل غاز من قوم غزي، وغزي على مثال فعيل حكاه سيبويه، وقال: قلبت فيه الواو ياء لخفة الياء وثقل الجميع، وكررت الزاي لمجاورتها الياء، والغزي اسم للجميع قال الشاعر (٢):

سريت بهم حتى تكل غزيهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان" ... (٣).

وقال الرافعي: "غزوت العدو غزواً، فالفاعل غازٍ والجمع غزاة، وغُزّى مثل قضاة، وركّع وجمع الغزاة غزّيٌ على فعيل مثل الحجيج، والغزوة المرة والجمع غزوات مثل شهوة وشهوات، والمغزاة كذلك، والجمع المغازي، ويتعدى بالهمزة فيقال: اغزيته إذا بعثته يغزو وإنما يكون غزو العدو في بلاده" (٤).

فيكون المعنى ليتأهبوا أهبة غزو عدوهم في عقر داره، والله اعلم.

وممن رواه كما وقع لمسلم في رواية ابن ماهان: البخاري (٥) مختصراً.

وكرواية البخاري رواه الإمام احمد بن حنبل (٦) وابن أبي شيبه (٧)،


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ٢/ ٧٠.
(٢) الحلل في شرح أبيات الجمل للبطليوسي ١/ ١٣.
(٣) لسان العرب ١٥/ ١٢٣.
(٤) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ٢/ ٤٤٧.
(٥) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من أراد غزوة، فوّرى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس، الحديث رقم ٢٧٨٨، ٣/ ١٠٧٨.
(٦) مسند الإمام احمد بن حنبل: مسند المكيين، مسند حديث كعب بن مالك الأنصاري - رضي الله عنه -، الحديث رقم ١٥٨٢٠، ٣/ ٤٥٦. والحديث رقم ١٥٨٢٧، ٣/ ٤٥٦.
(٧) مصنف ابن أبي شيبة: كتاب المغازي، ما حفظ أبو بكر في غزوة تبوك، الحديث رقم ٣٧٠٠٥، ٧/ ٤٢٢، والحديث رقم ٣٧٠٠٧، ٧/ ٤٢٣ والرواية فيه طولها.

<<  <   >  >>