{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة: ١١٨]، وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثية: ٢١] وقام سعيد بن جبير يردد هذه الآية {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}[يس: ٥٩] وقال بعظهم: إني لأفتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر.
وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أَعُدُّ لها ثوابًا وحُكِيَ عن أبي سليمان الدارني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها فيها أربع ليال أو خمس ليال، ولولا أني اقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها.
وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها ولا يفرغ من التدبر فيها، وقال هبعضهم: لي في كل جمعة ختمة، وفي كل شهر ختمة، وفي كل سنة ختمة، ولي ختمة منذ ثلاثين سنة ما فرغتُ منها بعد، وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه، وكان هذا أيضًا يقول: أقمت نفسي مقام الأُجَرَاء، فأنا أعمل مياومة ومجامعة ومشاهرة ومسانهة. (يعني باليومية فهناك ختمة يومية. ومجامعة: يعني كل جمعة. ومشاهرة: يعني كل شهر. ومسانهة: يعني كل سنة).
(٥) التفهم:
وهو أن يستوضح عن كل آية ما يليق بها؛ إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله -عز وجل- وذكر أفعاله، وذكر أحوال الأنبياء عليهم السلام، وذكر أحوال المكذبين لهم وأنهم كيف أهلكوا، وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار.
أما صفات الله -عز وجل- فكقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ