للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدخل الناو فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين" (١).

الحادي عشر: سُنَّة الاعتكاف في رمضان تعد بمثابهّ غرفة عناية مركزة، لاستئصال سرطان الذنوب من القلوب .. تعتبر بيئة معقمة بعيدة عن شوائب الدنيا وأدرانها، وكان حبيبنا ونبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي العام الذي تُوفِّىَ فيه اعتكف عشرين يومًا ولما فاته الاعتكاف مرة قضاه فاعتكف العشر الأول من شوال، وفعله هذا يُنبيك عن أهمية هذه العبادة، وحرصه - صلى الله عليه وسلم - عليها يدفعك لأن تحرص عليها.

وفي الاعتكاف خَلوة، وقطع التعلق بالبشر، والتخلص من سموم المخالطة، وفوائد أخرى عظيمة منها جمع الهم على الله، وجمع شمل القلب بعد تشتته، وتغيير الطباع البشرية في العادات من الأكل والشرب والنوم، وقضاء الحاجة والوجوه المخالطة، وفي كل هذا فوافد نفيسة لمن استحضرها واستجمعها واستفاد منها فأقبل، واستعن بالله ولا تعجز، اعتكف ولا تهمل، اخسر شيئًا من الدنيا واكسب الآخرة، واعلم أن كل هذه الطاعات والعبادات سبيل لنزرل رحمة الله جل جلاله، فتعرَّض لرحمة الله عساك أن ترحم، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

الثاني عشر: لله في كل ليلة من هذا الشهو عتقاء من النار؛ فكن منهم تسعد في الدنيا والآخرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله عند كل فطر عتقاء" (٢).

أخي الحبيب .. هل تعرف معنى هذه الجملة؟ (اللَّهم أعتق رقابنا من النار) برغم أنها تتكرر كثيرًا على الألسنة، إلا أننا لم نتدبر معناها جيدًا كما


(١) أخرجه ابن حبان (٤٠٩)، وصححه الألباني (٧٥) في "صحيح الجامع".
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٦)، وصححه الألباني (٢١٧٠) في "صحيح الجامع".

<<  <   >  >>