للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينبغي، لك أن تتصور في معنى العتق قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: ١٣ - ١٥].

ركز جيدًا على قوله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، تفهم حينئذ أن العتق هو الخروج من هذه الولاية، ألا تكون النار مولاك، وفي الآيات الأخرى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فالعتق: التخلي عن هذا المِلْك، ملكية النار للإنسان، سبحان الملك العظيم، أدركت الخطر المُدْلَهِم الذي تنجو منه بالعِتق، اللهم أعتق رقابنا من النار .. اللَّهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، هذه فرصة عظيمة في هذا الشهر، فكاكُك من النار.

الثالث عشر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابة" (١)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ لا تُرد دعوتهم وذكر منهم "الصائم حتى يفطر" (٢)، أخي: هل لك إلى الله حاجة؟

أبشر .. مسموحٌ لك في ثلاثين حاجة، سبحان الله العظيم!، كم يشتهي الإنسان أشياء تُقْضَى بدعوةٍ عند الإفطار لأن قبل الأفطار في آخر النهار يكون الإنسان في أحسن حالات استشعار الانكسار، وإظهار الافتقار، ومَدِّ يد الضراعة، وبظهور الذل والحاجة، يستجيب الله دعاء الصائم المسكين.


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٥٤)، وصححه الألباني (١٦٩) في "صحيح الجامع".
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣٠٤)، وصححه الألباني (٣٠٣٠) في "صحيح الجامع".

<<  <   >  >>