للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اغتنم الفرصة واستعد قبل الغروب بتجهيز كشف المطالب والتبرؤ من العيوب، واجعل لنا نصيبًا في دعائك أيها الحبيب المحبوب، ولا تنس أن تجعل من دعائك دعاءً للأمة جميعًا أن يفرج الله عنها جميع الكروب.

الرابع عشر: الصيام يشفع لأهله يوم القيامة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه؛ فيشفعان" (١)، يقول الله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} [النساء: ١٠٩]، يحتاج الإنسان يوم القيامة إلى وكيل يدافع عنه، وشفيع يشفع له في مدلهمات هذا اليوم العظيم، فإذا وجد هذا الشفيع المُشَفَّع كانت قمة السعادة، فاحرص أن يعرفك الصيام ويعرفك رمضان، ويعرفك القرآن، ويعرفك الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فيجتمع لك الشفعاء، فتكون النجاة بفضل الله.

الخامس عشر: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" (٢)، وكم يشتهي الإنسان في هذا الزمان وسط الحزن والنكد، والهم والألم فرحةً تُسعِد قلبَه، وينشرح لها صدرُه؛ فإذا به عند الإفطار يجد فرحةً عظيمةً بثها الله في قلبه، فأما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا مُنِعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر؛ فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه؛ فإن النفوس تفرح بذلك طَبْعًا، فإن كان ذلك محبوبًا لله كان محبوبًا شرعًا.


(١) أخرجه أحمد (٢/ ١٧٤)، وصححه الألباني (٣٨٨٢) في صحيح الجامع".
(٢) أخرجه البخاري (١٨٠٥).

<<  <   >  >>