للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقتضي منهم سعيًا موصولًا وعبادةً غيرَ منقطعة وشغلًا دءوبًا بذكر الله -عز وجل- ومحبته إلى الممات، لا يقوم حق الله -عز وجل- بدون ذلك.

فليت شِعري مَنِ المقبول؟، حتى يستحق تلك التهاني، وينال مع تلك التهاني تنبيهات على سعيه.

رابعًا: استقامة القلب:

ليت شِعري مَن هذا المقبول فنهنيه؟، حتى تكون تهنئتنا له على ما نال قلبه من ذلٍّ لله -عز وجل- وتعظيم لأمره، وانكسارٍ من ذلك القلب، ورقةٍ على الخلق ليستديم ذلك الحال، وليتحول إلى شخصٍ آخر بعد منحة الله -عز وجل- له في رمضان، وعطائه إليه وإحسانه.

خامسًا: الثبات على العمل الصالح:

ليتَ شِعري مَن المقبول فنهنيه؟، بأن يرجو موسم رمضان آخر بينهما عبادة موصولة، وشغلٌ بالله -عز وجل- وطاعته وخدمته ومحبته، شغلٌ دائمٌ غيرُ منقطع.

ليتَ شِعري من هذا المقبول فنهنيه؟، حتى تكون تهنئتنا له سببًا لثباته على ما وفَّقهُ الله -عز وجل- له من العمل الصالح.

فما ينقضي مع انقضاء رمضان صيامه ..

وما يذهب مع ذهاب ليالي رمضان قيامه ..

وما يعود إلى ما كان منه من وحشةٍ بينه وبين مصحفه وورِد قرآنه ..

ليتحول إلى شخصٍ مقتدٍ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - "فقد كان عمله - صلى الله عليه وسلم - دِيْمَةً" (١).


(١) متفق عليه، البخاري (١٨٨٦)، مسلم (٧٨٣).

<<  <   >  >>