كتاب شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية

الفصل الثالث نظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي - المبحث الثالث: نظرات نصية في شرح أبي العلاء والتبريزي - ص: 267

ومن الأصداء))، وأن ((أي نص يقع في نقطة التقاء عدد من النصوص، الذي هو في الوقت نفسه إعادة قراءة لها، وتثبيت لها وتكثيف لها وانتقال منها ولها)) (١).

كما أنها أكدت أصالة شعره، فـ ((أكثر المبدعين أصالة من كان تركيبه الفني ذا طبيعة تراكمية على معنى أن الروافد السابقة قد وجدت فيه مصبا صالحا لاستقبالها، ومن الحقائق التي يجب أن نعترف بها أنه لا وجود لمبدع يخلص لنفسه)) (٢).

هذا التناص فيه نوع من التكرار، وهذا التكرار في الأبيات ـ على حد قول أبي العلاء ـ ((بعضه شرح لبعض)) (٣). والتناص عندهما يسهم في توضيح المعنى، ويمكن الاستناد إليه في فهم المعنى (٤).

وقد أطلق أبوالعلاء على هذا التناص مصطلح ((التَّعَلُّق)) (٥)، ((البناء)) (٦). وتابعه التبريزي في ذلك.

أشكال التناص عندهما: [أ] باعتبار نوع النص المتناص معه:

· تناص مع الآيات القرآنية:

مِن كُلِّ سابِغَةِ الشَبابِ إِذا بَدَت ... تَرَكَت عَميدَ القَريَتَينِ عَميدا [بحر الكامل]

قال أبوالعلاء: ((عميد القريتين: رئيسهما. وعميد: من قولك عمده الحب إذا ذهب بقلبه، وإنما بنى الطائي هذا الكلام على الآية، وهي قوله عز وجل چ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الزخرف: ٣١])) (٧).

---

(١) السابق: ١٧ـ ١٨، ٦٩
(٢) د. محمد عبد المطلب: قراءات أسلوبية في الشعر الحديث، ص ١٦٢
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٢٣ب١٤].
(٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢١٧ب١].
(٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٤٦ب٩، ١٠]، [١/ ١٤٣].
(٦) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٦٣ب٥]
(٧) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٠٩ب٩]، ومن مواضع الأخري للتناص مع الآيات القرآنية عند أبي العلاء: [٢/ ١٥٧ب١٦]، [٢/ ١٥٦ب١٥]