للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في شأن الدخان الذي يشربه الناس الآن" (١)، بل تعدى الأمر ذلك بأن تزوج السلاطين ببعض النساء النصارى الأجنبيات والذي أعجبهم جمالهن، أو لمصلحة سياسية، مما أثر على أولاد السلاطين حيث بقوا على عقيدة أمهاتهم، بل كان هؤلاء النسوة خير معين لدولهن وبني جلدتهن على المسلمين، وصار لهن تدخل واضح في سياسة الدولة.

ومن ناحية أخرى فقد ظهر في هذه الفترة الطاعون مراراً، وكان يجرف الأحياء جرفاً، فاستولى على الناس الخوف والأوهام.

وقد ساهم العلماء في دفع شر هذا الوباء ومنهم المؤلف في كتابه: "تحقيق الظنون بأخبار الطاعون" (٢) وأيضاً "ما يفعله الأطباء والداعون لدفع شر الطاعون" (٣).

[٣ - الناحية الدينية والعلمية]

لقد كان هناك ضعفٌ في الاهتمام بالعلم على وجه العموم، ففشا الجهل، وقل الإبداع وظهر الاتجاه إلى التقليد والتعصب الأعمى، حتى قال بعضهم: (أما القرن الحادي عشر فشبيه بتاليه وسالفه من حيث قلة الإبداع والتجدد والاكتفاء بالموجود لكن عدد العالمين والمتأدبين كان أكثر على ما يظهر) (٤).

ولكن كانت هناك مراكز علمية تؤدي رسالتها، بنشر العلم، والدين، وتعاليم الإسلام، ومن تلك المراكز الجامع الأزهر، والذي قصده الطلاب من أقطارٍ عدة وعكفوا على طلب العلم فيه. ولكن نلاحظ من ناحية أخرى أن الجمود والتقليد قد سيطر على العلماء آنذاك، وعلى الأزهر بشكل خاص، واتجهت الهمم إلى حفظ المتون والحواشي ونحوها، وكان هناك محاولات لقفل باب الاجتهاد، وذم


(١) وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق: مشهور آل سلمان، ونشر بدار السلف - الرياض سنة ١٤١٥ هـ.
(٢) ولا يزال هذا الكتاب مخطوطاً. انظر: مؤلفاته المخطوطة (ص: ٣٨).
(٣) راجع: مقدمة "شفاء الصدور" (ص: ٢٨ - ٢٩)، و"بهجة الناظرين" (ص: ٨).
(٤) انظر، خطط الشام (٢/ ٥١ - ٥٧)، نقلاً عن مقدمة كتاب "شفاء الصدور" (ص: ٣١).

<<  <   >  >>